واجبات المواطن الصالح اتجاه وطنه و مجتمعه

عبدالله أحمد بيدار

إن المواطن، أي مواطن بقدر ما يحق له التمتع بحريته كاملة و الاستفادة من جميع حقوقه بقدر ما عليه من واجبات اتجاه المجتمع، مما يتطلب أن تكون عليه الواجبات واضحة و مفهومة.
و الواجب قد تكون له طبيعة قانونية أو أخلاقية، كما يرتبط ارتباطا وثيقا بالحقوق، و عليه فليس من المنطقي أن نطالب بحقوق إذا لم نؤد ما علينا من واجبات، و هذه الواجبات حددها القانون بالنسبة لأي مواطن، و هكذا تنص المادة الثامنة عشر من دستور الجمهورية الاسلامية الموريتانية علی أن كل مواطن عليه واجب حماية استقلال البلاد و الذود عن سيادتها و حوزتها الترابية ، و أن لا يرتكب في حقها خيانة التجسس و لا ينحاز للعدو بأي شكل من الأشكال علی حساب وطنه و شعبه و قيمه، و لا يقوم بأي نشاط من شأنه أن يمس بأمن الدولة و هيبتها و غيره مما يعاقب عليه القانون.
كما علی كل مواطن  أن يشعر بالوحدة المصيرية لنسيج مجتمعنا الواحد كما كان في الماضي، و الحفاظ علی اللحمة الاجتماعية و العض عليها بقوة  إلی درجة أنه يري في خير تلك الوحدة خيره، و كأنها امتداد لنفسه ، يسعی من أجل مصلحتها و يبذل كل جهده من أجل إعلاء مكانتها ، و يشعر بالفوز إن فازت أو بالأمن كلما خيم عليها الأمن، و تلك - لعمري - من أبرز تجليات المواطنة و التوحد مع المجتمع خدمة للصالح العام.
و للحفاظ علی وطن مستقر و آمن يسع الجميع و يتعايش فيه الجميع بأمن و سلام و رخاء، فعلی قادتنا السياسيين أن يراعوا الحالة النفسية لمناصريهم و يقدروا المسؤولية في مثل هذه الاوضاع الانتخابية، و أن  يدركوا حجم المسؤولية و أن يعوا تربص الأعداء الحاقدين علی أمننا و انسجامنا الاجتماعي المرصوص، و أن يسهموا في الانضباط بدعوة تلك الجموع بالتزام بالهدوء و احترام النظام و السكينة العامين و تأدية واجبهم المدني بكل وقار و هيبة و الابتعاد عن كل دعاية فئوية أو عنصرية ، من باب " إنك امرؤ فيك جاهلية ".

أربعاء, 19/06/2019 - 22:47