أطلق حزب "تواصل" المعارض الدورة الثانية لمجلسه الوطني الذي يطلق عليه مجلس شورى الحزب.
وأصدر بهذه المناسبة إيجازا صحفيا حول انطلاق الدورة جاء فيه:
انطلقت صباح اليوم السبت 03-08-2019 الدورة العادية الثانية لمجلس الشورى الوطني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، تحت شعار "دورة المرحوم محمد عبد الله ولد عم ألمين".
وتمت انطلاقة الدورة في المقر المركزي للحزب بحضور رئيسه الدكتور محمد محمود ولد سييدي ورئيس مجلس الشورى المهندس حمدي ولد إبراهيم، وزعيم المعارضة الديمقراطية إبراهيم ولد البكاي، والأمينة العامة للحزب آمنتا انيانغ، وعدد من قيادات الحزب، وأعضاء مجلس الشورى الوطني.
وفي كلمة له بالمناسبة قال رئيس مجلس الشورى الوطني المهندس حمدي ولد إبراهيم، "إن دورة المجلس تنعقد في سياق وظرفية خاصة أعقبت تنظيم الانتخابات الرئاسية وما رافق محطات المسلسل الانتخابي من نواقص واختلالات ألقت بظلالها على نتائج هذه الانتخابات التي غيرت شكل خريطة الساحة السياسية وقلبت محاورها وتحالفاتها".
وأشار رئيس المجلس إلى صعوبة الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد رغم انتهاء عشرية النظام التي بشر في بدايتها بإعداد وتنفيذ المشاريع والانجازات الكبرى لصالح الفقراء والطبقات الهشة، معتبرا أن الظروف المعيشة للمواطنين تشهد تدهورا مخيفا وأن أهم القطاعات الخدمية كالتعليم والصحة تعاني من عراقيل وتحديات خطيرة.
وقال رئيس مجلس الشورى إن التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) سيظل كما كان دائما حريصا على مصلحة البلاد ومستقبلها، يتعاطى بشكل إيجابي مع كل المبادرات والدعوات الرامية إلى إقامة حوار شامل وجاد يفضي إلى حل جميع المشاكل العالقة على جميع المستويات.
وأشار المتحدث إلى أن الدورة ستناقش التقرير العام للأداء الذي سيقدمه رئيس الحزب ويتضمن محورا حول الوضعية السياسية وآخر مستجداتها وآخر حول أداء الحزب على المستوى التنظيمي والإداري، إضافة إلى التقرير الرقابي المعد من طرف مكتب المجلس حول متابعة ورقابة تسيير هياكل الحزب وهيئاته، معتبرا أنها فرصة ثمينة للنقد البناء والتصويب الهادف وتقديم التوجيهات والمقترحات التي تساعد على تجويد العمل وتحسين الأداء.
من جهة أخرى قال الدكتور محمد محمود ولد سييدي إن الدورة تأتي في لحظة بالغة الأهمية في تاريخ البلد، والمنطقة والأمة لنتدارس واقع مشروعنا وبلدنا وأمتنا والعالم من حولنا، معتبرا أن الأشهر القليلة الماضية كانت حافلة بالتحولات والتطورات التي يجدر بهيئتنا الموقرة استحضار عناوينها الرئيسة.
وقال رئيس الحزب إن دول الجوار الإفريقي تواصل تراكم المكتسبات الديمقراطية حيث أصبح التناوب الديمقراطي سنة مستقرة، وأمرا مفروغا منه، كما تحقق هذه البلدان مؤشرات نمو اقتصادي جيدة في عمومها.
أما في الشمال فقال رئيس الحزب إن البلدان المغاربية هي الأخرى تعرف تطورات، راجيا أن تكون نهاياتها تعزيزا لأجواء الانتقال الديمقراطي والشراكة بين الفاعلين السياسيين.
وعلى مستوى القضية المركزية للأمة قضية فلسطين فقد أكد رئيس الحزب أن الشعب الفلسطيني العظيم في الأرض المباركة يواصل صموده برغم الخذلان من أغلب الأنظمة الحاكمة على مستوى الأمة.
وأعتبر رئيس الحزب أن "السنون العشر الخوالي شكلت عبئا ثقيلا على الموريتانيين، وما كادت تنتهي حتى ساد الفقر وشاع الذعر وغابت الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتراجعت القيم السياسية لتختزل في التزلف والتطرف، وضاق الأمل في التغيير إلى أبعد الحدود، وفقدت الروح المعنوية لدى كثير من الساسة حتى رضوا من الغنيمة بالإياب".
وقال ولد سييدي إن انتخابات 2019 لم تكن محضرة، وكانت مسبوقة بأخرى نيابية وبلدية شغلت الناس وظل المشهد غائما إلى آخر لحظة فيما يتعلق بنية الرئيس مغادرة السلطة.
وأوضح رئيس حزب تواصل أن انتخابات 2019 كانت الأسوأ في تاريخ البلد من حيث ضمانات الشفافية، قائلا "إن اللجنة تحولت من الاستقلال إلى الحزبية ومن الاشتراك إلى انفراد الطيف المؤيد لمرشح النظام بها، وغدت بطاقة التصويت منتجا "حكوميا" بصفقة مشبوهة، وغاب المراقبون الدوليون".
وأكد المتحدث أن القوى السياسية واجهت جل التحديات لتنتزع منه وفق النتائج المعلنة التي تشوبها الكثير من الشوائب رقما صعباً (حوالي 48 % من عموم التصويت الرئاسي)، مشيرا إلى "هزيمة النظام هزيمة شنعاء في العاصمتين السياسية والاقتصادية وفي كثير من المدن، ولم يتقدم مرشح النظام على المعارضة إلا في خمس ولايات".
وأكد الدكتور محمد محمود ولد سييدي أن حزب تواصل خلال الانتخابات الأخيرة حافظ على مكانته المتقدمة في الساحة الوطنية، محققا تقدما ملحوظا على آخر ترتيب حققه في آخر انتخابات رئاسية شارك فيها، موضحا أن المرشح المدعوم من الحزب حلّ ثالثا بفارق يسير عن الثاني، قائلا إن الانتخابات مناسبة لعلاقات جديدة مع شخصيات وقوى وطنية هامة على رأسها المرشح الرئيس سيد محمد ولد بوبكر، كما كانت فرصة لتوسيع قواعد الحزب بانضمامات جماهيرية ونوعية كثيرة، معبرا أن شكره للرئيس سيد محمد ولد بوبكر على أخلاق الشراكة الرفيعة التي طبعت وتطبع علاقته بنا، وكذا على ثقته التي ظل يعبر عنها في تواصل، هيئات ومناضلين ومناضلات، مؤكدا شكره لمرشحي المعارضة وأحزابها على ما قدموا من تضحيات ونضال كان له الدور الأبرز فيما تابعنا خلال الحملة من التفاف واسع للشعب الموريتاني بكل مكوناته حول خط المعارضة وخطابها.
ودعا رئيس حزب تواصل الدكتور محمد محمود ولد سييدي جميع القوى السياسية الوطنية إلى تحمل مسؤلياتها كاملة، في مواجهة هذه الأزمة ومخاطرها، من خلال تهيئة الأجواء لحوار وطني شامل لا يقصى أحدا، ولا يستثني مجالا من مجالات الأزمة وعناوينها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية والتربوية.