لا أرى من العدل والإنصاف اختزال أي شخص كان إلى عشر كلمات مقتطعات من شريط طويل و عريض. و لا أرى من العدل والإنصاف البحث - بمعنى "التّلوَاد" بالحسانيّة - في حديثه عن تفاصيل و جزيئات صغيرة تكون سببًا لشتمه و شيطنته.
عجيبة هي علاقة بدّن رحمه الله مع الإعلام. كان وهو في زهرة العمر يمر بالمراكز الثقافية في العاصمة ويجمع ما تيسر من الصحف و الجرائد و المجلات، و خاصة منها الصحف والجرائد و المجلات العربية و التقدمية.
ينبغي النظر إلى العلاقة بين الوزير والنظام من باب خصوصيّة الفرد وعموميّة النظام. معلومٌ أن لكل نظام سياسي مساره العام بنقاط قوّته وضعفه ونجاحاته وإخفاقاته, وأفراحه وأتراحه, وأخلاقياته...مسارٌ يشرّفه أو لا يشرّفه.
حضرت عام 1976 عند دار أهل آبّ سيداتي رحمه الله، في مدينة "بطوار" لأمسية غنائية غير عادية بين سدوم و ديمي رحمة الله عليها، و بحضور فحول لغنَ الحساني: الشيخ ولد مكيّ، وباب ولد ولد هدار، رحم الله الجميع، و محمد ولد هدار حفظه الله و عافاه. كانت ليلة جميلة بكل المقاييس.
لا يهمني موضوع التسريبات، لأن أصحابها لو فكروا قليلا لأدركوا أن لا فائدة ترجى منها سوى الضرر والإضرار بالساحة السياسية. ما الفائدة منها ونحن نعلم أننا جميعا لو وقفنا أمام الملأ وتكلمنا مباشرة و بوضوح ما صدّقنا من الناس إلا قليلا؟
عام 1990، كنتُ في مكتبي بالبنكـ (باميس) إذْ دخلَ عليّ السيّد ديدي ولد اسويْدي رحمه الله، وطلب منّي أنْ ألتَحِق به في فندق الأحمدي مساء نفس اليوم في الساعة العاشرة.
كلمني صديق قديم ليلة البارحة بالتلفون. قال: ألو، الأستاذ ابلال السجاد؟ عرفته بمجرد أن قال السجاد.. قلت نعم، مرحبا.. وبعد السلام وما يليق من ألفاظ المودة والإكرام؛ وحديث طويل وعريض حول العالم. قال لي: السجادة بخير، ما زالت قائمة ثابتة صامدة..
انتهت الانتخابات الرئاسية المنظمة 7-8 نوفمبر 2003 بفوز الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطائع حفظه الله ب 67% من الأصوات المعبر عنها. يوم 10 نوفمبر ودعني برفق ومحبة، وقال: "محمد فال، لا تذهب بعيدا، أنت باق معنا" و أضاف بصوت خفي: "وجب قضاء فائتة".