اعلم أنني حرب بأربعة رؤوس. حرب بكاملها وبدخانها وسباياها وجرحاها ذوي السيقان المبتورة. صعب المراس، ففي رأسي تتعارك كل زوابع الصحراء وكل أراشيف تاريخ الثأر والدم المسطرين في ظمئها الأزلي. كل أمجاد النخاسة وأحقاد العبيد وعقد الفقهاء من النساء والحرية.
أثناء إحدى الجلسات في المؤتمر العلمي "أينشتاين المستقبل" الذي نظمته رواندا وكان الرئيس السنغالي ماكي صال ضيف الشرف فيه، طرح المنشط على سبيل الدعابة والتخفيف من صرامة الأرقام سؤالا على كل من الرئيسين السنغالي ماكي صال والرواندي بول كاغامي، أجابا عليه على التوالي.
لطالما سخر الرئيس السابق والانقلابي الجنرال محمد ولد عبد العزيز من الأدب والأدباء، ولم أكن حينها ممن كتب حرفا واحدا في استنكار ذلك؛ ليس فقط لأنني لا أرى الأدب ولا الحياة كلها أكبر من أن يصيرا عرضة للسخرية، ولكن لأني أرى أنه رجل انقلب على مصير بلاد بكاملها، وأجهض أول
قبل أيام كنت في مكتب أحد الأصدقاء واحد من أهم الصحفيين بالبلد، حتى مررت صدفة بمباركة أحدهم لإحدى "الإخوات" بمناسبة تعيينها في وظيفة سامية.
لوحت بشاشة جوالي للصديق:
- هل تتذكر؟ سألته.
-أجل أتذكر. قال وهو يضحك.
لا تتأسفي على الفرص الضائعة والزمن الشاغر. لم أستطع بعد الكتابة عنك. إنه قانون التناسب، فكلما كانت حقول الأحاسيس أشسع كلما أخذت النار وقتا أطول للإحاطة بها.
حالة وجدانية عُليا تستوطن كياني. مشطور بين الماضي المصفى والمغربل بغربال الزمن، وبين الغربة التي سأحس بها ذات يوم بعيدا عن حفنة الأرض هذه أو تحتها؛ لست أدري. شعور استباقي رهيب يشبه من يحاول جاهدا وهو يمطط أنفه، ويجمع كل حواسه في خياشيمه، توقا إلى شم رائحة المستقبل.
كانت تلك الساعة ونصفها كافيتين أيضا لتتسلل أصابعه إلى صدرها، متلمسا حلمتيها النائمتين في حمالة الصدر مثل توأمين غافلين عن المستقبل في قماطيهما الوثيرين.
استوت في جلستها على الكنبة، وتناولت وسادة ووضعتها - كردة فعل احتجاجية- حاجزا بينهما.
في مثل هذا اليوم 13 فبراير 2020 قبل سنة من الآن، تم توقيفي بشكل عشوائي وظالم من قبل سلطة غاشمة، تستكثر على أبناء البلد أن يرفعوا عقيرتهم ضد الظلم والفساد المستشريين في هذا البلد الجحيم.
صديقي.. أكتب إليك الآن وأمامي درس من الأبستمولوجيا وبالتحديد ما قام به غاستون باشلار في هذا المجال؛ منذ ثلاث سنوات تقريبا دخلت في علاقة حب مع الفلسفة ربما تنافس حبي لسعاد (ابتسامة) ولكن أحذرك يا وغد أن تخبرها بهذا السر الخطير.
في لحظة حصل أمر غريب يشبه المعجزة. بينما هو ينظر إلى هاتفه غاطسا في مياه الأضواء الزرقاء، مسحوبا بفعل الدهشة من الواقع، إذا باسم غريب يتتبع منشوراته الواحد تلو الآخر، ويصبغها بلايك مؤنث بلون سماء حالمة.