لعل من المعلوم أني أتردد على السنغال منذ إبريل 2015 بمعدل رحلتين سنويا على الأقل، وقد دأبت على العبور جنوبا في الصباح احتياطا للوصول وتأمين مسكن أحرز فيه نفسي ومتاعي قبل الليل.
في صيف عام 1977 غادرتها بعد ثلاثة شهور قضيتها فيها، حين اصطحبني عمي التاجر بها آنذاك لعلاج شُقاق (تفلاح) في قدميَّ، وعدت بربح إضافي هو الولفية التي حذقتها بسهولة قبل أن أتقن الإعراب، وحللت بها مشكلات قضائية وإعلامية لغيري في بلادي، وفي بعض الفترات كنت أنسى معرفتي بها
في المدينة الآن يمر مارس كما يمر غيره من الشهور، لكن في البوادي كان لمارس شأن آخر، ولعل له بقية؛ فقد نُسِبَتْ إليه ذنوب ومآخذ جمة جعلت الناس يترقبونه ترقب الداء ويفرحون بانصرامه الفرح بالشفاء.
اعلم – وفقني الله وإياك لكل خير- أن الزراعة في شمامه مشكلة عويصة تبدأ بتعريف أصحابها؛ فإذا قلت إن منهم مزارعين بالفعل ومزارعين بالقوة وقعت في لبس وأوقعت فيه، لأن المزارعين بالفعل مزارعون بالقوة أيضا كما سأوضحه أدناه بإذن الله؛ معتذرا عن استعمال لفظ "المزارعين" طلبا ل