الأزمةُ الخليجيَّةُ.. والمعدةُ القطريَّةُ !

أربعاء, 2017-06-14 20:22
سعود العيد

للأزماتِ السياسيّةِ أوجهٌ عدَّة: عسكريَّة، واقتصاديَّة، وإنسانيَّة، وعاطفيَّة، وحتَّى فكاهيَّة، ولنبتعد قليلًا عن الوجهِ السياسيِّ للأزمةِ الخليجيَّةِ التي سيطولُ الحديثُ عنها، في ظلِّ التعنُّت القطريِّ، الذي اقتبس المقولةَ الأوردوغانيَّة الشهيرة، إبَّان الأزمةِ التركيَّة، التي صاحَبَها الانقلابُ الهوليوديُّ، وكان بطلها برنامج "أسكايبي" آنذاك، ليخرج علينا أردوغان مردِّدًا عشرات، بل مئات المرَّات "تركيا لن تركعَ إلاَّ للهِ". وبعيدًا عن البحث وراء ركوع أو سجود أوردوغان وتركيا معه، سواء لله، أو لغير الله، وأيضًا فلنتجاوز الاقتباسَ القطريَّ للجملة الأوردوغانيَّة المكرَّرة، والتوافق السياسي القطري التركي.

لنبحث أمَّ القضايا "المعدةُ القطريَّةُ" التي أخذت حيِّزًا من الاهتمام الصحفي، بعد أن علَّق متهكِّمًا بذكاءٍ الزميل رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعوديَّة جميل الذيابي، عبر القناة الإخباريَّة السعوديَّة، على أنَّ المعدةَ القطريَّةَ لن تقبلَ المنتجاتِ الإيرانيَّة الفارسيَّة، ولا التركيَّة العثمانيَّة، دون أنْ أشرحَ ما يرمى إليه الزميلُ "الذيابي"، الذي لمَن لا يعرفُه داءٌ لمعسكرِ الإخوان، قبل اندلاع الأزمة، والذي اعتبره في الحقيقة هو بذاته أزمة لهم.

ليتلقفَ التعليقَ الساخرَ المعسكرُ الإعلاميُّ القطريُّ بمختلفِ مستوياته القياديَّة، والنخبويَّة، والشعبويَّة والمرتزقيَّة!، ولا أعلمُ هل أقول بذكاءٍ لتوجيه الرأي العام قليلًا نحو "المعدة القطريَّة"؛ لتمتصَ ما تستطيع امتصاصه من غضبِ الشارع العربي الكبير، على الحكومة القطريَّةِ، أم أقول بحقدٍ على هذا الصحفيِّ الكبير الذي لم يجدوا معه إلاَّ هذا التعليق، وأظنُّ بي أتَّجهُ إلى الاحتمال الأول.

زهرانيَّات:

* المحللون السياسيون الغربيون، الذين يستغربُونَ صبر القادة الخليجيين على النظام القطريِّ كلَّ هذه السنين، سيحتاجُونَ إلى شيوخٍ عرب؛ لتحليلٍ سياسيٍّ أفضل لسياسةِ ملوك العرب، التي لا تنفصلُ المراجلُ والشيمةُ والكرمُ فيها عن السياسةِ.

* التدخُّل العسكري السعودي على قطر، لن يكون سوءًا بوجودِ الأتراك، أو بعدمه؛ لأن السعوديَّة لم تكن يومًا دولةَ هجومٍ على أحدٍ بقدر أنَّها تلهبُ الأرض على مَن يعتدي على حدودِها، وهذا ما لن تجرؤ عليه قطر.

* وزير الخارجيَّة القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي حاول استمالة الجانب الروسي للموقف القطريِّ، وفشل في ذلك، يقول: إنَّ الأزمة القطريَّة لن تحلَّ إلاَّ في الإطار الخليجيِّ، هذا صحيح، فلتعجِّل قطر إذًا بتحقيقِ المطالب الخليجيَّة.

* دلالة ضعف الموقف السياسيِّ القطريِّ، تغيير النغمات السياسيَّة، ومحاولة إيهام المجتمع الدولي بأزمات إنسانيَّة من القرارات الخليجيَّة ضدَّ قطر، والذي وصل إلى حدِّ الكذب والتزييف المكشوف؛ لتتحوَّل كلمةُ مقاطعة إلى "حصار قطر"، وكيف لقطر أن تُحاصر ومطار وميناء قطر منفتحة على العالم.. وخصوصًا تركيا، وإيران، الذين رغم الحصار القطريّ "المزعوم" أغرقتا الأسواقَ القطريَّة بمنتجاتِهما "العثمانيَّة والفارسيَّة" التي نفثتها "المعدةُ القطريَّةُ" العربيَّة.
نقلا عن: صدى البلد المصرية