أبو العباس إبرهام: في إيجابية وسلبية الفسبكة

أحد, 2015-11-01 12:31
الكاتب أبو العباس إبرهام

يقدرُ الإعلام الإجتماعي على مفاقمة المشاعر. وهكذا فهو ثوري. لأنّ غضبه يكون ملموساً. وحتّى نظام الجنرال عزيز الزبوني اضّطر للإستسلام لغضب الإعلام الاجتماعي في "قضية البرتقالة" في أغسطس الماضي، عندما اضطر لسجن كُليب ولد الجيرب، (الذي أطلق النار على أجير ببقالة لمجرد أنه اعترض على أكله للبرتقالة قبل دفع ثمنها) لحين برود غضب المجتمع، (ثم، طبعاً، سرحه بعد ذلك، تحت جنح الظلام، سراحاً جميلاً).

الآن هنالك مشكلتان للإعلام الإجتماعي. أولاً، وبعكس ما يُقال، فهو لا يستعيضُ عن عملٍ ميداني. وليسَ إلاّ تكملة له. وهذا خبرٌ سيء للكسلاء. وتعتقد "حملة إيقاظ مليار مسلم للصلاة" أنها يمكن أن توقظهم للصلاة بتغيير واجهات حسابات فيسبوك أو وسمها. أما حملة "بلد ينزف"، التي انطلقت ميدانياً وتجسّدت في اعتصامات واحتجاجات حيّة، فتُظهِرُ لنا أنّ الميدان هو أبو النضال. أما الفسبكة فليست إلاّ لاحقة له.

إحدى مشاكل الفسبكة أنّها سلاحٌ ذو حدّين. وقد تكون إيجابيّة كما سلبية. ويُظهِرُ نقاش الموريتانيين، البرجوازي والساخر من الأشكال، لقضية حظر الدراعة في مرافق التدريس، مثالاً على هذه السلبية. وكانت هذه السلبيّة قد تفاقمت غداة حظر الأكياس البلاستيكية (وهو قرار جيد، جوبِه في حينه بسخرية طائشة من أُناسٍ غير عالمين، وبلا وعي بيئي بالمرة).

يتواصل النضال

نقلا عن صفحة الكاتب