كيري في تونس لدعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

جمعة, 2015-11-13 00:01

يزور وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الجمعة 13 نوفمبر الجاري، تونس، للإشراف مع نظيره التونسي، الطيب البكوش، على أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي التونسي الأميركي، وفق ما أكدته وكالة تونس إفريقيا للأنباء الرسمية.

وهو حوار انطلق منذ زيارة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي لواشنطن، في مايو الماضي، أين أمضي اتفاقات أمنية مهمة مع واشنطن، إضافة إلى منح تونس، صفة حليف استراتيجي من خارج الحلف الأطلسي "الناتو".

في خطوة من الإدارة الأميركية، لدعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، الذي قال عنه أوباما إنه يمثل "استثناء" وسط تعثر ثورات "الربيع العربي".

وكان هذا الموقف الأميركي من "النموذج التونسي" في الانتقال الديمقراطي، وراء حصول كل من الرئيس قائد السبسي وزعيم حزب "النهضة" على جائزة "رواد السلام" أخيرا التي منحتها لهما بالتساوي منظمة "الأزمات الدولية".

كما منح الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس جائزة نوبل للسلام، بفضل "المباركة" الأميركية والغربية.

الحرب على "داعش" في ليبيا تنطلق من تونس

تأتي زيارة كيري لتونس، بعد أيام من إعلان الرئيس باراك أوباما عن انضمام تونس للتحالف الدولي في الحرب على "داعش"، الذي تم الإعلان بعده مباشرة، عن تخصيص طائرات حربية أميركية، لحماية الحدود التونسية مع ليبيا، وسط تصريحات رسمية تونسية، أن داعش لم يعد يفصله عن تونس، سوى 70 كيلومترا، مثلما صرح بذلك رئيس الحكومة، الحبيب الصيد.

وهنا يتوقع المراقبون أن تكون تونس "قاعدة" هامة في التعاطي مع تطورات الوضع الليبي على الأرض، خاصة بعد تمدد "داعش"، الذي أصبح يمثل خطرا محدقا بشمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي، خاصة أن هناك ترجيحات بنزوح آلاف "الدواعش"، من سوريا بعد التدخل الروسي نحو ليبيا.

وأكد سفير الولايات المتحدة الأميركية بتونس دانيال روبنشتاين خلال لقائه يوم الخميس 12 نوفمبر، بوزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني على "استعداد بلاده لمواصلة تعزيز القدرات العملياتية للجيش الوطني التونسي عبر التكوين والتدريب ومده بالمعدات إلى جانب دعم التنسيق وتبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب".

من جهته أعرب الحرشاني عن ارتياحه لمستوى التعاون الرفيع القائم بين البلدين ولدعم الإدارة الأميركية لتونس في مكافحتها للإرهاب مؤكدا ضرورة الاستفادة من تجربتها في هذا المجال، وفق بلاغ صادر عن وزارة الدفاع التونسية.

في ذات السياق، المتصل بالدعم الأميركي أمنيا لتونس، أعلن وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي، ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الدولية في إنفاذ القانون ومكافحة المخدرات، وليام براونفيلد، يوم الخميس، عن انطلاق أشغال أكاديمية للشرطة في تونس، وهو مشروع سيتواصل إنجازه 4 سنوات، وتساهم الولايات المتحدة الأميركية في تمويله.

وهو مشروع ضخم سيكون على مساحة 82 هكتارا وبطاقة استيعاب تصل إلى 1800 متربص، سيوفر تكوينا نظريا وتطبيقيا وبيداغوجيا لقوات الأمن، بالإضافة إلى تدريب الوحدات الخاصة وتكوين المكونين وفق معايير دولية وبالاعتماد على برامج تدريبية مستحدثة.

وبحسب وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي فإن هذا المشروع سيحقق نقلة نوعية على مستوى أداء القوات الأمنية تمكن من إرساء شرطة قوية تطبق القانون في كنف احترام حقوق الإنسان، بما من شأنه أن يكرس المسار الإصلاحي الذى تنتهجه الوزارة قصد إرساء أمن جمهوري، وفق تقديره.

وأوضح وزير الداخلية أن الأكاديمية تتوفر على جميع الاختصاصات الأمنية مشيرا إلى إمكانية استغلال هذا الفضاء لتوفير دورات تدريبية لفائدة أجهزة أمنية أجنبية.

من جهته أفاد المسؤول الأميركي أن التعاون بين تونس والولايات المتحدة الأميركية في المجال الأمني، قد ارتقى من تعاون يعتمد على توفير معدات وتجهيزات ودورات تكوينية إلى تعاون طويل المدى، يهدف إلى تنمية قدرات قوات الأمن التونسية، مؤكدا أن بلاده ستعمل على توفير التدريب الحديث لقوات الأمن التونسية وتكوين مدربين على مستوى عال من المهنية.