حوادث الطرق فى مصر ليست بظاهرة جديدة على الإطلاق، ولكن زادت المسألة سوءاً بعد أن أخذ البعض الاستهتار والإهمال منهجاً خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو. فكنا نسمع عن سرقة قضبان السكك الحديدية والسيارات الملاكى دون وقوع عقاب ملائم على مرتكبيها أو عدم التمكن من الوصول لهم. وبات السائقون لا يعطون أدنى اهتمام لحياه آلاف الناس حولهم ولا يهابون العقاب .
منذ إنشاء الطرق الدائرية السريعة وانتقال كثير من الأعمال والمدارس والجامعات إلى المدن الجديدة، أصبحت أخبار حوادث الطرق وسقوط الضحايا من الأخبار الأكثر تداولاً يومياً، نظراً لعدم رصد مخالفات السرعة ورعونة القيادة وعدم تطبيق الغرامات الفورية. فلابد أن تضرب الحكومة بيد من حديد على كل من يخالف القواعد المرورية دون تمييز. فلا يوجد أحد فوق القانون.
وحتى لا نلقى اللوم على طرف دون الآخر، فمنظومة المرور كلها تحتاج إلى إعادة نظر، والتقصير يأتى من الجانبين. فالحكومة لا تقوم بتطبيق القانون كما يجب ولا تضع وسائل مراقبة كافية لعقوبة كل من يخالف التعليمات. وسائقو المركبات لا يلتزمون بالتعليمات مما يسبب حوادث، فى بعض الأحوال، كارثية تكلف الوطن الأرواح والأموال. هذا بالإضافة لمغامرات الشباب اليومية المميتة. كل هذا يؤدى إلى تعطيل المرور بالساعات، فيؤثر سلبياً على الاقتصاد والإنتاج.
لا داعى لذكر أهمية رصف الطرق وصيانتها الدورية وإنارتها بشكل كافٍ ووضع العلامات المرورية والإشارات الإرشادية لتوفير معلومات للمواطنين وضمان سلامتهم، وبالأخص اللافتات الخاصة بالسرعات وتحديد الحارات الخاصة، سواء للسيارات الملاكى أو لعربات النقل.
يأتى الخطر الأكبر فى اعتراف كثير من سائقى النقل أو الميكروباص بتعاطى مواد مسهرة لتساعدهم على اليقظة ومواصلة العمل لعدد ساعات أكثر، وبالتالى تعرضهم لغفوات مفاجئة تنهى حياة كثير من الأبرياء أو تصيبهم بعاهات مستديمة، فأين القانون المراقب الملزم بساعات عمل محددة كما هو مطبق فى كثير من دول العالم؟
فإذا كان القانون واضحا ومحددا من حيث القواعد التى يجب الالتزام بها وما يترتب عليها من عقوبات، فلماذا تشهد الطرق حوادث مؤلمة بشكل يومى؟ ولماذا لا يلتزم السائقون بالقواعد المرورية؟
لماذا عندما يتواجد المواطن المصرى فى أى بلد آخر تجده يتصرف فى المرور بشكل مختلف، فتجده يلتزم بالتعليمات وتجده يعلم ما له وما عليه، وتجده يتحسب فى تصرفاته؟ لأنه يعلم أن القانون سوف يطبق عليه دون تهاون أو تفرقة.
تنظيم المرور والالتزام بالقواعد المرورية شىء حتمى فى بلد يسعى للتقدم ويهدف للتطور، فمن خلاله يسهل التنقل، فيزيد الإنتاج ويزداد الاستثمار وتنتعش السياحة، طالما شعر المواطن بأنه آمن وليس مهددا بالموت. نحن نحتاج إلى خطة عاجلة لإنقاذ الأرواح المزهقة فى حوادث المرور. فالمرور أسلوب حياة.