"احتفالات انواذيبو نريدها رسالة صادمة ..." هي فعلا كذلك سيادة رئيس حزب الحاكم ، لكنها ليست صادمة لمن وصفتهم بالمشككين في كل شيء فحسب ، بل هي صادمة أيضا لأكثر من ثلثي الموريتانيين الذين يحتلون خطوط ما بعد الفقر وهم يتفرجون على إهدار مليارات الأوقية في احتفالات ليوم واحد ، حتى ولو كان هذا اليوم عيد الاستقلال الوطني!
أجل ، إنها صادمة لنزلاء المستشفيات الحكومية الذين أقعدهم المرض وألجأهم العوز إلى تلك القبور الانتقالية في انتظار تدخل المنقذ عزرائل من آهات الآلام وإهمال الأطباء وعجز الأهل عن شراء الدواء ...!!
إنها صادمة لعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل من خريجي المعاهد والجامعات الذين ضاعت أعمارهم بين طلب العلم وطلب العمل ... !!
أجل ، إنها صادمة لطلابنا في الخارج وخاصة في تونس الذين يعيشون أوضاعا ضعبة نتيجة تأخر منحهم الزهيدة ، رغم المليارات التي تنفقها الدولة بمناسبة وبدونها ... !!
ولعلها أكثر صدمة لعطاش لعصابة في كيفة وأقورط والملكه الذين لم يفوتوا أي فرصة للتذكير بمحنتهم التي لا يحتاج حلها إلا إلى بعض هذه المليارات لتوفير المياه الصالحة للشرب ... !!
نقلا عن صفحة الكاتب