متاهة ليس مجرد عنوان، بل هو عنوان لتجربة العشرات من الشباب الموريتاني مع شبكات التجنيد لصالح الجماعات المتطرفة، تلك التجارب التي إذا ما أتيحت الفرصة والظروف مستقبلا لي سأحاول أجسدها عبر مختلف الأدوات السينمائية والتلفزيونية والفنية، أقول لكم على لسان ذلك الشاب محمد عطا الشنقيطي - رغم كثرة خطاياي- إلا أنه كان عندي جانب شديد من الإيمان والإخلاص، كنت أشعر بنية صادقة اتجاه من حولي من بشر، وكنت دائما أعتقد أن لي معركة أقودها، وأنا فيها أداة من أدوات الإرادة العليا... الحقيقة أنني كنت أعيش حزنا عظيما ولا يشعر بي أحد..من كل هذه الأحداث والابتلاءات والتي تفاجأت بكثير منها...
إلا أنه يقع علي بعض المسؤولية فيما حدث معي، وما وقع لي فقد ظننت أن الحل في الهروب، فرميت بنفسي للمجهول، وركبت الأخطار بنفسي، وكأني أجزم بأنها النهاية، وأمتهن صناعة الموت حرفة غريبة، بعد أن كنت أنشد الحياة...فهي رحلة ألا عودة، والتي –في أحسن أحوالها- ينتظرني الجنون بعدها...
إلا أن شاءت الأقدار أن يكتب الله لي النجاة من كل ذلك لأستفيق على صفعات الحياة لي أن هناك في حياتي أناسا يستحقون علي أن أعود للحياة من أجلهم وأن القطار يطلق صفارة الانطلاق إلى ميدان المنافسة ولابد أن تستمر الحياة بما فيها من منغصات وذالك ما يزيدها جمالا.
كان بودي أن أجسد لكم القصة كاملة إلا أن اكراهات عديدة فنية وإنتاجية ومادية حالت دون أن أجسد القصة بكل مراحلها، إلا أنني اكتفيت بتجسيدها مختصرة واخترت لها أن تكون على شكل سردي واخترت في تقرير البحث هذا المنهج الوصفي وأسلوب الروبرتريه المصور لتجسيد التجربة الإنسانية التي عشتها.
لمطالعة الدراسة اضغط هنا