
التكفيري يحظيه ولد داهي ظهر على تلفزيون موريتاني وهو يقول أنّه لو كان رئيساً لأعدم نشطاء حقوقيين إن لم ينتهوا عن نشاطهم. هنالك أمكنة لا يمكن أن يقول فيها هذا: تونس، حيثُ حرّم الدستور المُجمع عليه التكفير.
ولكن تونس مرّت بمطباتٍ قبل القبول يهذا. فراشد الغنوشي، الذي تحالف من المتشددين أولاً، الذي بقيّ لفترة يدافع عن حمايتهم لـ"الثورة" لم يقتنع بالتموقف ضدّهم إلاّ عندما تحوّلوا إلى دواعش الشعانبي وعندما قتلوا السياسيين وضربوا الناس في الشوارع. هنالك فقط قبلَ بإطلاق سيف الدستور ضدّهم.
ولد داهي، حامل لواء التكفيرية في موريتانيا، هو صنيعة قوتين علوية وسُفلية: المخابرات الموريتانية والمتشددين الموريتانيين. النظام سكتَ عن تهديدات ولد داهي العلنية بالدعوة لقتل ناشطة حقوقية؛ والأصولية المحلية توّحدت معه ومع زعرانه في خلق أسطورة "موجة الإلحاد" من أجل تحقيق مكاسب سياسيّة بها وتشرير قوى سياسية تاريخية ومتشعِّبة. هاجم المتشددون مع "زعران ا"لقاعدة العاصمة ورفعت العلم الأسود في نواذيبو وغلّقت المدارس وصنعت استقطاباً عرقياً لاحقاً عندما تحوّلت إلى يمين مضاد لحركة إيرا وأهدرت دماء المحامين (وحمى المتشددون أظهر "الزعران").
ولم تتراجع الأصولية عن التحالف مع الدمويين إلاّ على عتبة خسائر ماديّة معروفة. حملةُ الغنائم لا يُحسِنون القتال. ومن حينها استفرد النظام بولد داهي وأراد به تأسيس أصولية معادية للأصولية القائمة. وذلك في إطار محاولة النظام خلق قاعدة سلفية معادية للإخوان المسلمين الموريتانيين.
سكوت التقدميين أيضاً قوىّ عياري القاعدة. وراء كلّ فاشية موت ثورة. وقد تلكأت مؤسسة المعارضة في إدانة إهدار السلفي يحظيه دم ناشطة حقوقية في يونيو الماضي. وحتى الأحزاب التقدمية الثلاثة لم تحب ولوج النفاش خوفاً من الاستقطاب.
آن الأوان ليعرف الرأي العام في موريتانيا أن التكفير ليس لعبة. إنّه يُستخدم ليس للنقاش، بل لإيقاف النقاش، وهدر الدم ولعب الشخص بدل لعب الكرة. الحياة ليست لعبة سياسيّة ويجب فعل شيء لحمايتها.
من صفحة الكاتب على الفيس