المختار ولد أجاي.. الوزير الذي كسب الرهان (رأي حر)

أربعاء, 2015-12-02 14:01
وزير المالية المختار ولد أجاي

`تقدير المتميز ومعاقبة المسيء.. وإعطاء كل ذي حق حقه؛ إن سلبا وإن إيجابا.. أمور من سَنن الحكام الذين يريدون خيرا بشعوبهم؛ والذين يرعون حق الله في تلك الشعوب..

وجرى العرف منذ أن كانت الدول على تخليد الأيام الفاصلة في تاريخها بتكريمات مدوية.. لمن أبلوا فأحسنوا في العمل بلاء.. ولعل أمجد مناسبة وطنية يحتفل بها هي ذكرى الاستقلال الوطني.

من المعتاد أن يكرم المتقاعدون من الذين تولوا جوانب من الشأن العام؛ لقاء خدماتهم الجلى لوطن باعوه شبابهم ونور عيونهم؛ قبل أن يفسحوا المجال لدماء جديدة تقتدي بهديهم لتنال تكريمات مثل تكريماتهم أو أجل..

غير أن النادر.. والذي لم يحدث من قبل في التاريخ الوطني؛ هو أن تعترف الدولة بأداء عضو عامل من أعضاء الفريق الحكومي؛ وتمنحه أرفع الأوسمة؛ وهو ما يزال بحمد الله على رأس عمله.. إن حدث ذلك فهو دليل على عرفان الجمهورية بالجميل لقاء خدمات استثنائية قدمها المعني.. وهو رصيد يحق لصاحبه أن يفخر به.

يندرج توشيح وزير المالية المختار ولد أجاي بوسام ضابط في نظام الاستحقاق الوطني؛ في إطار الأحداث النادرة في التاريخ الوطني.

ليس هذا التوشيح وليد الصدفة فقد أشاد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بأداء ولد أجاي في خطابه الشهير في نواذيبو عام 2012.

يمثل ولد أجاي نموذجا وشاهدا على تجديد الطبقة السياسية في البلد؛ وخصوصا في مجال التخطيط المالي والتسيير. حيث للشباب الحق بأن يفخروا بأن راسم السياسات المالية للبلد شاب نظيف يعمل بصمت ودون جلبة لنقل البلد إلى الأفضل.

التوشيح يمثل إخراسا لمن تحاملوا على الرجل في حملة استهدفت التشهير به، ولعل من أسباب تلك الحملة صرامة وزير المالية في التعامل مع رجال الأعمال؛ حيث رفض المحاباة والمجاملات والعلاقات الزبونية خارج المسطرة الإدارية والقانونية.

سارت قافلة ولد أجاي.. ولم تبال بالنابحات حواليها.. ووصلت.. وعند الصباح يحمد القوم السرى..

بقلم: جمال الدين