لمعالجة إرهاب السعوديين.. اعترفوا بالفشل أولاً

اثنين, 2014-11-10 23:53
فارس بن حزام

كيف يمكن وصف الجهد السعودي لعلاج التطرف؟

الإجابة الأولى: إعادة الإرهابيين إلى التطرف. أي أنها خطوة واحدة إلى الوراء فقط. إعادتهم من الشروع في الإرهاب إلى البقاء على التطرف.

الإجابة الثانية: استمرار ماكينة التطرف في نشاطها. والنتيجة آلاف المراهقين المرسلين إلى ساحات الإرهاب طوال عقد كامل.

هل في ذلك حكم قاس؟

ليس أكثر من قسوة الأفعال الملموسة محلياً وخارجياً. لدينا تقارير رسمية تتحدث عن عودة مدانين إلى ساحات الإرهاب، ومئات من المطلق سراحهم نبذوا العنف محلياً، وأبقوا على تأييد داعش وأخواتها خارجياً، ولدينا آلاف المراهقين والشبان تورطوا، رغم أن أعمارهم كانت دون السادسة عندما بدأت الحرب الميدانية على الإرهاب في السعودية.

المشكلة الصريحة خلال مرحلة العلاج أنها لم تقف على الأسباب الفكرية المسببة. فقد تركز الجهد على مراعاة الخطاب الديني العام، ومورست المناورة بأسلوب التذاكي والتعامي عن أصول التطرف في الخطاب السائد.

وعزز من هذه الآلام، الركون إلى فكر المؤامرة الخارجية. سمعنا طوال عقد أن شبابنا مستهدف من الخارج، وتحاشى المتكئون على هذه الفكرة الإشارة إلى أن المتأمر وجد شباباً جاهزاً فكرياً لتنفيذ مؤامرته. وإن لم تكن للسعودية الصدارة في عدد الإرهابيين في سوريا والعراق اليوم، إلا أن نصف الانتحاريين منهم. أي أنهم شبان جاهزون للموت. فمن جهزهم لهذه النهاية؟ المتأمر وجدهم جاهزون فكرياً ومعنوياً، ولم يبذل سوى الجهد اليسير لاختيار الأهداف.

كل ما تم فعله أبقى المتطرف على تطرفه. خفف جرعته فأصبح من دون العنف خالياً من الدسم أو قليلاً منه. ولكنها نتيجة مؤقتة كما نشهد. ولا حل إلا بالاعتراف بالفشل الرسمي والشعبي في مواجهة التطرف فكرياً. أما غير ذلك، فالماكينة مستمرة في الانتاج، والوقود لم ينضب.