الوحدة بين "القاعدة" و"المرابطون" تثير قلق السلطات

أربعاء, 2015-12-09 00:49

يعني إعلان الوحدة بين تنظيم “المرابطون” وتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” أن ما لا يقل عن 1000 إرهابي باتوا، الآن، مصدر تهديد جدي للأمن الوطني في الجزائر.
أعادت أخبار الوحدة بين “القاعدة في بلاد المغرب” و”المرابطون” إلى أذهان العاملين في نشاط مكافحة الإرهاب في الجزائر، ذكريات عملية “تيڤنتورين” الدامية، بداية عام 2013، التي جاءت نتيجة لوحدة مماثلة بين مجموعات من كتيبة “الملثمون” وأخرى من جماعة “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا، وأنشئ بعد هذه الوحدة تنظيم “الموقعون بالدماء”، وقد اتضحت صورة عملية فندق “راديسون” في العاصمة المالية باماكو، حيث جاءت كنتيجة للوحدة بين المنظمتين.

وأجبرت معطيات الميدان الجديدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، الجهات الأمنية الجزائرية على مراجعة حساباتها إزاء تعاظم تهديد إرهابي قادم من وراء الحدود مع مالي والنيجر ومع ليبيا، بعد توحد منظمتي “القاعدة” و”المرابطون”. وقال مصدر أمني جزائري إن أهم تهديد تفرضه الوحدة الجديدة بين التنظيمين، هو تضاعف عدد الإرهابيين واستغلال شبكات الإسناد التي تخدم المنظمتين، وبعض شبكات الإسناد هذه توجد في مدن جزائرية وفي ليبيا وتونس.

رغم خطورة المعطيات الميدانية الجديدة، فإن الوحدة لن تصمد كثيرا، في نظر خبراء، لأن مثل هذه التنظيمات سرعان ما تتشرذم، حيث تعرضت القاعدة في شمال مالي لسلسلة من الانشقاقات قبل سنوات قليلة، حيث انشق عناصر شكلوا “التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا” كما انشق آخرون بعد التدخل الفرنسي عام 2013 وانتقلوا للنشاط في ليبيا وتونس.

يقدر مجموع تعداد الإرهابيين في المنظمة الجديدة، التي نشئت بعد الوحدة بين فرع “القاعدة المغاربي” و”المرابطون” بأكثر من 1000 إرهابي، حيث تشير تقارير أمنية إلى أن تنظيم “المرابطون” يضم ما لا يقل عن 600 إرهابي من جنسيات مختلفة، إلا أن الغالبية منهم من عرب شمال مالي وشمال النيجر، ويتوزع الباقي بين جنسيات: مصر والسودان ونيجيريا والجزائر وتونس والمغرب ورعايا دول أوروبية من أصول إسلامية، ويتوزع تنظيم “المرابطون” على عدة كتائب، أشهرها كتيبة ابن لادن، بينما يضم الفرع الصحراوي في تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ما بين 400 و500 إرهابي من جنسيات مختلفة أيضا، ويتوزعون على كتائب، أبرزها كتيبة طارق بن زياد وكتيبة الأبرار وسرايا، منها سرية الفرقان وسرية الانغماسيين. وظهر في تسجيل فيديو نشر مؤخرا، أن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يضم رعايا من جنسيات فرنسية وإسبانية، ما يعني أن مجموع الإرهابيين في المنظمتين يفوق 1000. وقد تراجع عدد المسلحين في الجماعتين في الفترة بين عامي 2013 و2014 بسبب التدخل الفرنسي، حيث قتل المئات من المسلحين المنتمين لـ”القاعدة في بلاد المغرب” وجماعة “المرابطون”، وقد بلغ عدد مسلحي الجماعات السلفية الجهادية في شمال مالي، قبل التدخل الفرنسي، أربعة آلاف، حسب إحصاءات أمنية، وتوزع هؤلاء على منظمات “أنصار الدين” و”التوحيد والجهاد” و”القاعدة في بلاد المغرب”. كما انشق العشرات من تنظيم “المرابطون” عندما بايع أبو الوليد الصحراوي تنظيم “داعش” قبل عدة أشهر، وينشط المسلحون الأعضاء في تنظيمي “القاعدة في بلاد المغرب” و”المرابطون” في شكل مجموعات صغيرة تتحرك في الشريط الحدودي المواجه للجزائر في شمال مالي، خاصة في جبال إيفوغاس وتيغارغار وفي شمال النيجر في هضبة جادون ووادي تافسست، وصولا إلى جنوب غرب ليبيا.

وقال مصدر أمني رفيع إن الوحدة بين الجماعتين الإرهابيتين الأكبر في منطقة الساحل “القاعدة في بلاد المغرب” و”المرابطون” جاءت بسبب معطيات ميدانية، أهمها تراجع تعداد القوات الفرنسية في منطقة إقليم أزواد، مسرح القتال الرئيسي بين التنظيمات السلفية الجهادية والقوات الفرنسية والمالية. تراجع عدد القوات الفرنسية في شمال مالي سببه الالتزام العسكري الفرنسي الجديد في سوريا والعراق، بعد هجمات “شارلي إيبدو” ثم تفجيرات 13 نوفمبر 2015، ثم المنافسة التي يتعرض لها تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” من قبل الفرع الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في ليبيا.