Jean-Marie Bockel : من أجل عقيدة جديدة لفرنسا في إفريقيا

خميس, 2014-11-13 09:32
Jean-Marie Bockel

في إفريقيا جنوب الصحراء تتالى الانقلابات وتتشابه. في موريتانيا عام 2005 وفي النيجر عام 2010 ومؤخرا في بوركينافاسو. الأولية لهذه البلدان هي بطالة الشباب، والحكومات عاجزة عن حل هذه المشكلة الكبرى لأنها متردية في الدكتارية غارقة في الفساد والتهريب بكافة أشكاله.

كانت الشعلة التي أوقدت النار في واكادوكو هي رغبة كامباوري في تعديل الدستور. نار قد تمتد إلى بوروندي ورواندا والكونكو كنساشا والديمقراطية وحتى إيرتريا حيث يوجد زعماء يسعون إلى تمديد مدة حكمهم. دول إفريقيا جنوب الصحراء تعيش حالة من التناقض. فهي تعيش مستوى من النمو تحسد عليه، فيما تضاعفت نسبة الأمية من 23 بالمائة عام 1970 إلى 65 بالمائة عام 2010. فيما تعيش حالة من النمو الديمغرافي غير المسبوق.

في حين تضحى هذه الحكومات بشبابها الذي يمثل نسبة 60 بالمائة وتصل نسبة البطالة في صفوفها إلى أكثر من 30 بالمائة. في غانا التي تعتبر نموذجا للديمقراطية في المنطقة تصل نسبة البطالة العامة إلى 9 بالمائة في حين أنها تصل للثلث في صفوف الشباب، هي قنبلة سياسية موقوتة. في بوركينافاسو كانت نسبة البطالة تصل إلى 50 بالمائة وكان الشباب الحاضر الأكبر في الثورة ضد كامباوري. والشباب أيضا يمثل نسبة 40 بالمائة من المنتسبين لجماعات التمرد والإرهاب بسبب عدم وجود عمل.

إن معالجة البطالة ذات أولوية قصوى لكن الحكومات عاجزة أمامها بسبب الدكتاتورية والفساد. ذلك ما قاله فرانسوا ميتران في لابول سنة 1990 'لا تنمية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون تنمية'. لقد أعلنت في العام 2008 عندما كنت كاتبا للدولة للتعاون والفرانكفونية عن نهاية 'فرنسا إفريقيا'. لم أغير رأيي ولا أزال أقدس المهمة الحضارية الغربية لنشر الديمقراطية في هذه الدول، لكني أزدرى التدخل النيوكولونيالي الأبوي الذي يعيق إنتاجية هذه الدول.

ففرنسا يتعين عليها أن تغير عقيدتها في التعامل مع إفريقيا وذلك عبر القطيعة مع سياسة فرنسا إفريقيا، بحيث يكون كل تدخل دبلوماسي أو عسكري يتم في إطار متعدد الأطراف: أوروبي أو أممي، كما تمتنع بشكل نهائي عن التدخل في السياسة الداخلية على أن تستمر في تقديم الدعم من أجل دمقرطة هذه الدول، عن طريق تحفيزها مثلا بتخفيض ديونها إذا ما رفعت مستوى الديمقراطية لديها. وفرنسا أيضا ملزمة باستمرار استقبال طلاب دول إفريقيا جنوب الصحراء من أجل تكوين نخبة ديمقراطية.

وفرنسا عليها أن توفر نافذة خروج آمن للقادة الدكتاتوريين الذين لم يتورطوا في مجازر أو جرائم حرب حتى تشجعهم على التخلى عن السلطة في إطار مقاربة دولية، وفي المقابل تستضيف على أراضيها كل أنواع اللاجئين السياسين مهما كان معسكرهم السياسي.

ترجمة الصحراء

لمطالعة الاصل إضغط هنا