أمين عام اتحاد الشغل: تونس على أعتاب أزمة سياسية

اثنين, 2016-01-18 21:10

أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، الاثنين، في تصريح إعلامي أن " هناك مؤشرات في الوقت الراهن لاندلاع أزمة سياسية بتونس".

كما دعا الطبقة السياسية إلى "التعالي عن المصالح الفئوية الضيقة والالتفات إلى خدمة المصلحة العليا للوطن"، وفق تعبيره.

أزمة سياسية متوقعة

وشدد العباسي على أن "الفترة الانتقالية، وإن تم استكمالها ظاهرياً بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، إلا أن تداعياتها لا تزال تلقى بظلالها على المسار السياسي"، مؤكداً على أهمية دور الاتحاد في تركيز أسس الديمقراطية الوليدة في تونس وخلق التوازنات المنشودة.

كما لفت، بمناسبة انطلاق الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيس الاتحاد في 20 يناير 1946 تحت شعار "سبعون سنة في خدمة تونس"، إلى  سعي الاتحاد الدائم إلى تقريب وجهات النظر من أجل إنجاح المسار السياسي الوطني بالشكل المأمول، وتحقيق التوازن المنشود، بالإضافة إلى تكريس الاستحقاقات الاجتماعية على أرض الواقع.

تجدر الإشارة إلى أن أزمة الحزب الحاكم (نداء تونس)، تجاوزت حدود تأثيرها البيت الداخلي الحزبي، لترمي بظلالها على المشهد العام في البلاد.

أزمة النداء تربك الحكم

ويذهب جل المتابعين للتأكيد على أن أزمة نداء تونس وتتالي الاستقالات في قيادته وكتلته البرلمانية، قد أدت إلى إرباك مؤسسات الحكم، فقد كان لهذه الخلافات تأثير مباشر على أداء واستقرار حكومة الحبيب الصيد.

كذلك أثرت بصفة سلبية على مجلس نواب الشعب، سواء في مراقبته للحكومة أو من حيث القيام بدوره التشريعي، دون أن نغفل عن وقع هذه الأزمة على هيكلة البرلمان.

كما لم يسلم قصر قرطاج من شظايا نيران أزمة النداء، وتحول الرئيس وكبار مستشاريه إلى طرف في الأزمة، ما أثر سلباً على رمزية واعتبارية الرئيس ومؤسسة الرئاسة.

ولعل هذا ما دفع الرئيس السبسي، في خطاب ذكرى الثورة إلى "التبرأ" من "التوريث"، وذلك رداً على "اتهامات" توجه له بسعيه لتوريث نجله، في حزب "نداء تونس" وفي مؤسسات الحكم.

الذهاب لانتخابات مبكرة

وعلمت "العربية.نت" أن الرئيس السبسي بصدد البحث عن مخرج لأزمة الحزب الأغلبي واستباق مزيد تأثيرها السلبي، الذي قد يدخل البلاد في أتون "أزمة حكم".

من جهته، شدد المحلل السياسي، منذر ثابت، في تصريح لـ"العربية.نت" على أن كل المعطيات تؤكد أن الوضع العام يتدحرج نحو أزمة سياسية يعيد حركة النهضة إلى مدار الحكم، مشيراً إلى أنه بتفكك نداء تونس واستفحال أزمته بعد القطيعة التنظيمية المعلنة من قبل عدد من قيادات الصف الأول، وانتقال عدوى الأزمة إلى الأحزاب الحليفة، وترنح الحكومة الثانية للحبيب الصيد، تعود "النهضة" إلى صدارة المشهد السياسي.

واعتبر ثابت أن مصير الأزمة وإدارتها يبقي مرتهناً بإرادة الثنائي الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي، فإما أن تقدم النهضة دعماً مجانياً لحكومة لا تقودها، وإما أن يتجها إلى انتخابات برلمانية مبكرة بما في ذلك من مجازفة على كل الصعد في ظل أزمة شاملة ومتسعة.