حظر للتجول بتونس لإخماد الاحتجاجات

جمعة, 2016-01-22 23:00

اعلنت وزارة الداخلية التونسية الجمعة حظر تجول ليليا في جميع انحاء البلاد بعد ايام من احتجاجات اجتماعية ومعيشية غير مسبوقة بحجمها منذ ثورة 2011.

وبعد خمس سنوات على اطاحة نظام زين العابدين بن علي، انطلقت تظاهرات للاحتجاج على الفقر والمطالبة بالعدالة اثر وفاة شاب عاطل عن العمل السبت خلال تحرك مطلبي في منطقة القصرين الفقيرة بوسط البلاد.

واتسعت الحركة في الايام الاخيرة لتعم العديد من المدن الاخرى وتخللتها الليل الماضي اعمال عنف في تونس الكبرى.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية “نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الاملاك العامة والخاصة وما بات يُشكله تواصل هذه الاعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن، تقرر بداية من اليوم اعلان حظر التجول بكامل تراب الجمهورية” من الساعة 20,00 ليلا الى الساعة 5,00 صباحا (من 19,00 الى 4,00 ت غ).

وعلى الاثر، اعلن رئيس الوزراء الحبيب الصيد في فرنسا حيث التقى الرئيس فرنسوا هولاند حول مادبة غداء في قصر الاليزيه ان “الهدوء يعود” الى البلاد، مؤكدا ان الوضع “تحت السيطرة حاليا”.

وسيلقي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي كلمة متلفزة مساء الجمعة (18,50 ت غ)، ستكون اول مداخلة له منذ انطلاق الاضطرابات.

وسبق ان فرض حظر التجول ليلة العملية الانتحارية على الامن الرئاسي التي ادت الى مقتل 12 عنصرا وتبناها تنظيم الدولة الاسلامية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة التونسية.

غير ان القرار اتخذ هذه المرة لمواجهة موجة احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة منذ الثورة في بلد يواجه اوضاعا اقتصادية صعبة.

دعوات الى الهدوء

وقال المحلل المستقل سليم الخراط لوكالة فرانس برس “انها الازمة الاجتماعية الاخطر منذ 2011″.

واضطر الصيد ازاء الوضع في بلاده الى اختصار جولته الى اوروبا ليعود مساء الجمعة الى تونس قادما من فرنسا، على ما ذكرت رئاسة الحكومة لفرانس برس.

وسيجمع الصيد السبت خلية ازمة ومجلس وزراء استثنائيا قبل ان يعقد مؤتمرا صحافيا.

وقال الصيد الجمعة في مقابلة اجرتها معه شبكة فرانس 24 “ليس لدينا عصا سحرية لإعطاء وظائف للجميع في نفس الوقت”، مضيفا “ما يحدث في تونس مع الشباب ليس حالة جديدة، نحن نرث هذا الوضع″.

ودعا الى “الصبر”، موضحا ان “وظائف جديدة تتطلب جهدا كبيرا”.

ودعا وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد كمال العيادي المواطنين الى “الحكمة” والى “الحفاظ على تونس″، مؤكدا في حديث لاذاعة “شمس اف ام” ان الدولة “تدرس ملف الوظائف”.

ودعت السلطات في وقت سابق الى الهدوء بعد ايام من اضطرابات اندلعت في القصرين اثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عاما) العاطل عن العمل السبت بصعقة كهربائية خلال تسلقه عمودا قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.

واكد مسؤول في الحرس الوطني الجمعة انه تم خلال الليل الفائت توقيف 16 شخصا في تونس الكبرى “بعد اعمال تخريب ونهب للمتاجر والمصارف في حي التضامن الشعبي” في شمال غرب تونس.

وقال المسؤول خليفة شيباني لاذاعة “موزاييك اف ام” ان الصدامات استمرت حتى الخامسة صباحا بين الحرس الوطني وملثمين.

وذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس ان متجرين لبيع الادوات المنزلية وفرعا مصرفيا تعرضت للتخريب والنهب في الشارع الرئيسي في الحي، كما اضرمت النار في نقطة حراسة للشرطة.

تحذيرات لمثيري الشغب

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني ان هناك “مجرمين يسعون لاستغلال الوضع″، محذرا “نحن مع المتظاهرين السلميين ولكن ستتم محاسبة من يعتدون على الاملاك العامة والخاصة بقسوة”.

واكدت الوزارة ان “كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها الى التبعات القانونية اللازمة في ما عدا الحالات الصحية والمستعجلة واصحاب العمل الليلي”. وأهابت بكل المواطنين “الالتزام بمقتضيات حظر التجوال الليلي”.

وفي سيدي بوزيد (وسط) حيث انطلقت شرارة الثورة حين اضرم البائع الجوال محمد بوعزيزي النار بنفسه في اواخر 2010، وضع مركز الولاية بحماية الجيش.

وتجددت الصدامات بين المتظاهرين والشرطة قبل الظهر، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

كما تجمع مئات الاشخاص امام مركز ولاية القصرين للمطالبة بالتجاوب مع مطالبهم، وفق صحافي في فرانس برس.