لو كان الفساد بالعقل لوجب على النقاد أن ينقدوا بعقل.
لو كانت الفضائح بسيطة لوجب نسيانها أو التغاضي عنها أو الإشارة إليها بلطف.
لو كان الظلم والجور الذي تشهده بلادنا خفيفا لكان نقد ذلك الظلم و ذلك الجور بشكل هادئ.
لو كانت الأموال المنهوبة و المهربة للخارج قليلة لطالبنا من يذكرها بالتسامي عنها.
لو لم يصبح البلد خرابا لقلنا إن معارضي النظام يبالغون.
لو أن الإدارة ما زالت قائمة و المدرسة موجودة و الأمن مستتبا والعدل قائما لتحالفنا مع النظام ورأسه ضد كل إساءة.
لو أنه لم يؤذ الجميع و يظلم الجميع و ينهب كثيرا و يفسد بلا حدود لقلنا إن للنقد حدودا.
لو أن فرقة أولاد لبلاد لم تفبرك ضدها أشنع التهم و أردأ المسرحيات لقلنا إنهم ظالمون.
أما و أننا نعرف أنهم ظلموا وأن الفضائح تزكم الأنوف وأن عصابة استولت على البلد فخربته فلا نقول إلا أنهم أثخنوا ضربا في نظام آذاهم وهجرهم من بلادهم بعد أن أساء إليها في عيشها وكينونتها وسمعتها.
لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.
نقلا عن صفحة الكاتب