الطب البديل بموريتانيا بين الحقيقة والخيال

اثنين, 2016-02-08 07:30
بعض الحبوب المستعملة في الأدوية

يعتمد الطب البديل بموريتانيا في علاجه للأمراض على مجموعة من الأساليب يتقدمها أسلوبان هما الأكثر حضورا في هذ الطب وهما استعمال الأعشاب والعلاج بالتعاويذ والرقى.

العلاج بالأعشاب (الطب التقليدي)

اشتهرت في موريتانيا عدة أسر تمارس هذ النوع من الطب وتتوارثه جيلا عن جيل وتستعرض خبراتها للكشف عن الأمراض وتستعمل أساليب عديدة في هذا الإطار من بينها أخذ ما يعرف بالنبض وعنده وقت محدد في أول النهار ومن خلاله يمكن للطبيب أن يفهم مشكلة المريض، وهي أسر عريقة عرفت بهذ التخصص منها (أهل أوفى, أهل مقاري , أهل آده ..إلخ) وبعد محاولة تحديد المرض ينطلق الطبيب في توصيف المرض من بلغم وحموضة وغيرها من أمراض وبعضهم عنده كتب درسها كأهل أوفى الذين يعتمدون أساسا على كتاب نظم العمدة ومنه يستقون تشخيصهم لمختلف الأمراض، وبعد التشخيص يأتي سيل الأوامر بأخذ غذاء بمواصفات معينة واجتناب غذاء آخر اعتمادا على مقارنة خاصة يقوم بها الطبيب، وقد يلجأ أحيانا الطبيب التقليدي لمنح المريض جرعات أعدت من نباتات وأعشاب محلية وقد طور بعضهم هذه الميزة كما هو الحال عند أهل أوفى حيث باتوا يمتلكون مصنعا داخليا في مقر عيادتهم بالعاصمة نواكشو للإشراف على إعداد هذه الجرعات الطبية.

العلاج بالرقى والتعاويذ

في بلادنا ينتشر كثير من مظاهر هذا النوع من العلاج بعضها يقدس أشخاصا بعينهم ويقصدهم للإستشفاء ويعتقد أنه يشفى إن شرب عند أهل فلان أو إن مر على فلان من الناس وتفل له أو أخذ بعض التراب من تراب الفلانيين إلى غير ذلك.

ويمتهن الكثير هذه المهنة للمتاجرة والربح من معاوديه، حيث يدعي أنه يشفي من المرض وما يسمى بالسحر والمس، بل وصل بعضهم من الترويج إلى أن يقول عن عيادته إنها شفاء من كل داء.

ويلاحظ أيضا وجود من يمارس الرقية التي يصفونها بالشرعية عبر استعمال القرآن الكريم ونفثه لفك ما يعرف بعقد السحر والتأثير به على "الشياطين" لعلاج ما يطلق عليه المس الذي قد يتسبب في بعض الأعراض المرضية كالصرع مثلا أو الوسواس.

تجاهل رسمي

ويشكو كثير من الأطباء التقليديين والرقاة تجاهل الحكومة لأدوارهم في علاج بعض الأمراض المستعصية، حيث اعتبروا أنهم إن لن يكونوا بديلا عن الطب الحديث بل هم مكملون لدوره في علاج الناس وتخفيف معاناتهم.

منافسة الطب الحديث

ويتلقى الطب البديل رواجا عند بعض فئات المجتمع وتختصر في علاجها عليه، ويتصاعد حديث إعلامي عن نجاحه في بعض الأحيان في علاج بعض الأمراض الخبيثة كالسرطان مثلا، فهو نتيجة لعفويته وقربه يختاره بعض الناس هروبا من الطب الحديث بمخبره وكشوفاته وأدويته الكيمياوية التي أصبح البعض يفزع منها في ظل حديث متزايد عن تزوير واسع في هذه الأدوية مما يجعل من المشروع التساؤل عن أفق مقاومة الطب الحديث بكشوفه وأدويته الكيمياوية لسيطرة الطب الطب البديل في بعض الأوساط الاجتماعية نظرا لبساطته وأمان مواده وقربها من الناس ؟!