تدريبات مشتركة لقوات جوية جزائرية و تونسية

أحد, 2016-02-07 03:54

قال مصدر أمني جزائري، السبت، إن “السلطات الجزائرية والتونسية، قررت إقامة مناورات وتدريبات مشتركة لقواتهما الجوية، خلال الأسابيع المقبلة، هدفها التصدي لتهديدات محتملة من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا”.

وأكد المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، للأناضول، أن “التدريبات تتضمن التنسيق بين القوات الجوية في الدولتين في مواجهة تهديد بري مصدره تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا”.

وأضاف أن “التدريبات المشتركة تأتي في إطار التعاون العسكري والأمني بين البلدين، بالإضافة لالتزام الدولتين بالمبادرة الدفاعية لدول غرب المتوسط(مجموعة 5+5 )”.

ووفق المصدر فإن “التدريبات تشمل طائرات مقاتلة حربية، وترتكز في المثلث الصحراوي الواقع في أقصى جنوب الحدود البرية بين تونس والجزائر، والتي تلتقي مع حدود ليبيا، ويبعد عن البحر المتوسط بـ800 كلم وعن العاصمة الجزائرية بـ1000 كلم”.

وقال الصحفي الجزائري المتخصص في الشؤون الأمنية بوعلام فوزي، للأناضول، إن “الدولة الاسلامية ليبيا انتقل بسرعة من مصدر للتهديد في داخلها إلى مصدر لتهديد منطقة المغرب العربي كلها”.

وأضاف “أعتقد أن الجزائر تعتبر التهديد القادم من ليبيا، والذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية، مصدر تهديد حقيقي لأمنها الوطني، ولهذا لن تتأخر في معاونة الجارة تونس لمنع التنظيم من تهديد هذا البلد”.

ومن جهته نفى وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، اليوم السبت، إمكانية استغلال أراضي بلاده للتدخل في ليبيا عسكرياً، قائلا “المجال الجوي أو البري لتونس، لن يتم استغلالهما، في صورة أي تدخل عسكري في ليبيا”.

جاءت تصريحات الحرشاني، في مؤتمر صحفي، عقده، اليوم، على الحدود البرية التونسية – الليبية، خلال زيارة ميدانية نظمتها وزارة الدفاع التونسية للإعلاميين.

وفي رده على سؤال للأناضول، حول إمكانية استعمال المجال الجوي أو البري التونسي في أي عملية عسكرية خارجية محتملة على ليبيا، أجاب الوزير بالنفي القاطع ”طبعا لا”.

وأشار الحرشاني، أن ” تونس تقف ضد أي تدخل عسكري في ليبيا، وإن وجد هذا التدخل، يجب أن يمر بشكل شرعي عبر منظمة الأمم المتحدة “، مضيفا “في حالة وجود أي تدخل عسكري محتمل، يجب أن تتم استشارة تونس، مسبقاً، فنحن لا نريد إعادة نفس أزمة اللاجئين، التي حدثت في 2011 مباشرة بعد الثورة الليبية”.

وكانت تونس، قد قامت بتركيز منظومة أمنية شاملة على الحدود مع ليبيا، وبدأت بإنشاء منطقة عسكرية عازلة في سنة 2013 ، عبر حفر خندق عازل على مسافة 250 كلم من الحدود البرية التونسية منذ السنة الفارطة .

ومن جهته قال، بلحسن الوسلاتي ، الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع خلال المؤتمر “الوزارة، انتهت من حفر الجزء الأول من الخندق (مسافة 196 كلم) بشكل كلي ، وستنتهي قريبا من إستكمال بقية مسافته”.

و يمتد هذا الخندق العازل على مسافة 250 كلم ، ويبدأ من معبر رأس جدير الحدودي ( أكبر بوابة برية بين تونس وليبيا ،يقع في مدينة بنقردان التابعة لمحافظة مدنين ) إلى غاية منطقة برج الخضراء بمحاقظة تطاوين .

وقال وزير الدفاع “سنبدأ في الأشهر القادمة في انجازه المنظومة الإلكترونية على طول هذا الخندق، عبر الاستعانة بدولتي ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يتطلب قدوم خبرات عسكرية من البلدين على ارض تونس، وكل هذا سيكون دون المساس بمبدأ السيادة الوطنية “.

ومضى قائلا “لا يمكن لنا ان نقاوم الإرهاب دون التعاون مع الدول التي لها خبرة في مواجهة هذه الظاهرة “.