شهدت قاعة المحاضرات بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون ، مساء الخميس الحادي عشر فبراير، ندوة علمية حول اللغة العربية : المكانة والتحديات تناولت الأبعاد الحضارية والألسنية والاجتماعية للغة العربية واعتبر المتدخلون ان قدسية هذه اللغة المباركة تتأسس على مشمولات النصوص المقدسة وقدرتها على الإحاطة بالقيم المجتمعية بل تتجاوز ذلك للتثاقف مع أنساق لغوية أخرى.
وافتتح مدير الندوة د. أحمد دولة ولد محمد الأمين ، عميد كلية اللغة العربية ، الموضوع من خلال التأصيل الأدبي والشرعي لأهمية للغة العربية .
وفي مداخلته عن اللغة العربية كوعاء لقيم المجتمع ، أكد المحاضر الاول د. أحمد سالم ولد أباه ـ أستاذ النقد الأدبي ـ على الدور الذي تضطلع به اللغة في حمل القيم الاجتماعية والثقافية من خلال الأنساق التواصلية الأدبية سواء كانت فصيحة أو لهجية ملقيا الضوء على دور اللغة و الأجناس الأدبية خاصة الشعر الحساني في استحضار وإشاعة تلك المصفوفات القيمية . وإبتدأ المحاضر مداخلته بالمعنى الإيتمولوجي والاصطلاحي لمفهومي اللغة والقيمة معرفا الأخيرة بأنها '' عملة التداول المعنوية بمجتمع من المجتمعات '' ثم استعرض في محور تال نماذج من هزات القيم كالجفاف و الهجرة الى المدينة والهاتف و ''أحسان البن ''و الصمغ العربي وغيرها .ثم خلص الى قيم بالمقابل خدمت المجتمع و أعطى مثالا لذلك مقاومة الاحتلال والتطوع وساق مثالا للمقومة من خلال قول أحدهم في جلاء النصارى:
( صعَنَاهُم مِيدِ لَحْشامَ من هَوْن أُمنْ هَكْ الكفار
والله اسَلّمْ لَكْشامَ ولخُمَاسِيَّ والوَرْوَارْ )
المداخلة الثانية حاولت مساءلة إشكالات التثاقف اللغوي من خلال دراسة أثر اللغة العربية في اللغة الإنجليزية : بين الإفتراض والواقع للباحث يحي ولد أبنو ، أستاذ اللغة الإنجليزية بالجامعة ، وقد بنى محاضرته عبر المحاور التالية:
ظاهرة التأثر اللغوي وأسبابها
مسوغات الإفتراض وبراهين التأثير من خلاله توصل الى أن عدد الكلمات ذات الأصل العربي في اللغة الانجليزية يناهز الثلاثة آلاف مفردة سواء تم إدراجها مباشرة أو عبر وسائط لغوية أخرى
في المحور الثالث قدم نماذج من هذه المفردات في مجالات الفلك والجغرافيا والرياضيات والاقتصاد والعمران والحيوان
في نهاية العرض توصل المتدخل الى خلاصات أهمها:ضرورة إدراك البعد المركب لظاهرة التأثير اللغوي لأنه '' قد يكون راجعا لأسباب حضارية متمثلة في سيادة ثقافة معينة في حيز زمني محدد العامل الحاسم فيه''كما هو الأمر في سيادة اللغة العربية في العصر الوسيط.وقد يكون ''حسب تأثر عفوي أملته ضرورات التعايش اللغوي الصرف شأن واقع العربية اليوم ''
المداخلة الثالثة بعنوان الجهل باللغة العربية واثره في تنزيل النصوص الشرعية على المستجدات ، قدمها الأستاذ يحظيه ولد عبد الرحمن ، أستاذ تحليل الخطاب ، تناول فيه ثلاثة مباحث ، شملت اللغة العربية وعلاقتها بالشريعة ، ثم اللغة وأهميتها في تنزيل النصوص .واستعرض المتدخل أساليب استنباط الأحكام من النصوص، مبرزا أهمية اللغة فيها، وهي: الاجتهاد في دلالة الألفاظ في ثلاثي الوضع والاستعمال والحمل، والاجتهاد في أنواع الاستنباط، والاجتهاد في تحقيق المناط.
وفي الأخير تناول أهم أقسام الجهل باللغة، كالجهل بأساليب اللغة والجهل بقواعد اللغة والجهل بدلالة اللغة، مبرزا أثرها في الفتاوى الخاطئة بسبب الجهل باللغة، واستعرض نماذج من الفتاوى المعاصرة الخاطئة بسبب ذلك.