رفض تونسي للتدخل العسكري في ليبيا

ثلاثاء, 2016-02-16 04:51

أكد وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، في حوار برلماني "أن أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، سيكون له انعكاسات سلبية على تونس"، وفق تعبيره.

وأضاف "أن الوضع في ليبيا أصبح حساسا جدا، خاصة في ظل انتشار الخطر الإرهابي، الذي أصبح يمثل آفة إقليمية وعالمية".

قال الحرشاني، "إن التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، ستكون انعكاساته سلبية"، داعيا الأطراف الليبية إلى ضرورة إيجاد حل لتجنب هذا الوضع، والتوصّل إلى حل سياسي.

وقال وزير الدفاع فرحات الحرشاني أمام لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح بمجلس نواب الشعب – البرلمان- لقد ""تأكّد (لدينا) أن هناك عددا هاما من العناصر الارهابية التونسية تلقت تدريبات في ليبيا".

وبين أن الساتر الترابي مع ليبيا لا يكفي لأنه ساتر طبيعي وليس جدارا، يحمي فقط بلادنا من التحرك المتعلق خاصة بالسيارات التي عندها علاقة بالإرهاب والتهريب".

وأوضح الوزير التونسي أن "البرنامج هو إيجاد منظومة إلكترونية لتُراقبَ هذا الجزء من الحدود من راس الجدير حتى الذهيبة.

وأشار إلى أن ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية التزمتا بمساعدة تونس. مضيفا قريبا سنبدأ الأعمال بعد المفاوضات مع الجانبين الاميركي والألماني. وبالتالي سيقع إبرام اتفاق بين (تونس) والدولتين ألمانيا وأميركا فيما يتعلق بهذا العمل الإلكتروني لحماية الحدود مع ليبيا".

سيناريو عراقي في ليبيا

في ذات السياق، حذر وزير الخارجية الأسبق، والدبلوماسي، أحمد ونيس، في مقابلة مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء الحكومية، أن "تونس ستدفع ثمنا باهظا، وستعيش سنوات من الآلام والصعاب في صورة حصول تدخل عسكري أجنبي في ليبيا".

وأوضح ونيس أن "الدول المغاربية، وفي مقدمتها تونس، ستعرف على الأقل عشر سنوات من الآلام والصعاب إذا ما جرى تدخل عسكري أجنبي في ليبيا".

وأضاف قائلا "نحن اليوم أمام معضلة تتمثل في غياب دولة ذات سيادة في ليبيا، يمكنها أن تناقش أو تتفاوض على عمليات الانسحاب مع قيادات أي قوات أجنبية قد تدخل التراب الليبي بعد الانتهاء من مهامها".

وأكد الخبير الدبلوماسي ونيس على أن ما يتهدد ليبيا اليوم، هو نفس السيناريو الذي عاشه العراق سنة 2003، مذكرا بما جره تدخل القوات الأميركية من عمليات تشريد للعراقيين، ومن تداعيات وخيمة على كامل المنطقة.

تمدد داعش مغاربيا

وقال إن ليبيا "ستكون أمام حالة احتلال أجنبي لدولة دون سيادة، لا توجد أي ضمانة للخروج بعد ذلك"، وفق تقديره، مشيرا إلى أن هذا "التدخل ستكون له انعكاسات إنسانية وأمنية خطيرة على تونس، سيما من خلال تسلل العناصر الإرهابية إلى التراب الوطني".

وبالنسبة للموقف الرسمي التونسي من الأوضاع في ليبيا، أكد وزير الخارجية الأسبق، أن "تونس ليس لديها أي نية أو مصلحة لتكون ضمن هذا الطرف أو ذاك في هذا البلد الجار"، مشددا على أن "موقف تونس كان وما زال يدعم استعادة السيادة في ليبيا".

ولاحظ أن العجز على المستويين العربي والمغاربي، أسهم بقدر كبير في وصول الحالة الليبية إلى ما هي عليه اليوم من تأزم، مشددا على ضرورة أن تستعيد الدول المغاربية دورها، وأن تبذل جهوداً إضافية لمساعدة الليبيين على حل الخلافات بالحوار، لتفادي مزيد عسكرة المنطقة، على غرار ما حل بدولة مالي وبمنطقة الساحل الإفريقي.