الشقيقة الكبرى، أنهكها الإعياءُ فَرضِيتْ –وعلى عجلٍ- من الغنيمة بإيابٍ لا أَثَرَ فيه حتَّى لـ"شِسْعِ نعْل حُنين" !
اختزلتْ كلَّ أهداف التحالف الكبرى، وتضحياته الجسام، في هدنة مع "صعدة" الصامدةِ المصابرةِ !
تناست أنّ كتائبَها المدجّجةَ، وأسلحتَها "المُفرْقَطةَ"، و"المُجَوقَلة"، و "المُشطَّرة"، و "المُشفَّرة"، وطائراتَها بدون طيّار، وطيّاريها بدون طائراتٍ، وكاسحات ألغامها، وألغامها الكاسحات، جاءتْ لتحرّر اليمنَ من احتلال الشّعب اليمنيِّ الغاشم، واستنبات بذور العمالة المعدَّلة، وتمكينها من مفاصل الوطن !
تناست أنّ "الغُنُوصيين"، و"النّواصبَ"، وطُلاّبَ الحُورِ –عبر بوابة صعدة- اجتمعوا معها على كلمةٍ سواء، في نسْفِ محور الممانعة وإزالته من الحدود، بل ومن الوجود!
تناستْ أنّ السَّقف كان عاليّاً، ليخِرَّ فجأةً على الرؤوسِ المُنَكَسَّة خَجَلا ووَجَلاً ...
فكلماتُ معالي "الجبير" لايتجاوز صداها اليومَ استوديوهات البثِّ في "الجزيرة والعربية" ومناقيرِ بعض "ببغوات الأقفاص الأليفة" .
أما محورُ الممانعة والصّمود فإنَّه لايُعيرُ كبيرَ الإهتمام لجَعْجَعَاتِهم الخرقاء، التي لم تجلبْ إلاّ طحنَ أقطارنا العربيةِ؛ فالعراقُ العظيمُ تعافى واستعاد دورَه الرياديَّ من جديد، وسوريّةُ الشامخةُ تحاصر "زكامهم الوبائيّ" في عُقر دارهم، ولبنانُ الأبيُّ طهّر حدودَه المنيعةَ من رِجْسِيَّتِهُم الرعناء، وصعدة سطّرتْ المُوازنةَ المعجزةَ بين أكبر تحالف وأصغر مدينة! تحالفٍ مناطاتُه تمدّدتْ واتسعتْ لتشملَ كلَّ العالم.
وأخيرا لم يبقَ أمام قيادة التّحالُفِ إلاّ أن "تُعطيَ القوس باريها" وتجترّ حقائقَ استيقنتها الأنفُسُ المكابرةُ، واستوعبتها ببطءٍ العقولُ المتثاقلَةُ عن القدرةِ على التحليل، وأن تغيّر تكتيكاتها العسكريّةِ من جديدٍ، على مبدإ "الفرِّ والفرّْ!" ولسانُ حالها: اليومَ خمرٌ وغدا خمرُ، فلا وَعد بعد اليوم بـ "الأمر" ولانيةَ مطلقا لها في "الكَرّ!"