خريجو جامعة نواكشوط بين طموح إكمال الدراسة وضرورة البحث عن العمل

خميس, 2014-11-20 11:58
عدنان عبد الله

مع اختتام كل سنة جامعية يعود نفس الهاجس بالنسبة لخريجي جامعة نواكشوط... هاجس يتمثل في أن أغلب الخريجين من كلياتها يجدون أنفسهم فجأة في موقف لا يحسدون عليه، يتمثل في صعوبة الاختيار بين إكمال دراستهم في الخارج في ظروف أفضل من التي عهدوها في وطنهم، وبين البحث عن فرصة عمل تساعد في الاتكال علي النفس، حيث باتت لكل خريج من الجامعة العتيقة قصة يرويها كل ما جرب البطالة أو منعته ظروفه المادية من مواصلة مشواره الأكاديمي، أما إذا حالفه الحظ -كما يقول قاموس الخريجين- وسافر لإكمال دراسته في الخارج فسيؤجل سرد قصته إلي حين عودته.

يقول لمام ولد سيدي و هو خريج قسم الاقتصاد تخصص تسيير عربي بجامعة نواكشوط 2013/2014" إن ظروفه المادية تمكنه من السفر إلي الخارج لإكمال دراسته، وقد احتار لحظة تخرجه في الخطوة المناسبة لكنه آثر أن يقوم في الوقت الراهن بالبحث عن فرصة عمل علي أن يقوم خلال السنوات المقبلة بإكمال دراسته في الماستر ، ويٌقدر عدد من قرروا إكمال دراستهم في الخارج من زملائه في التخصص بأربعة فقط من أصل سبعينا خريجا".

أما سيدي ولد محمد وهو خريج قسم الجغرافيا بجامعة نواكشوط 2011/2013 فيقول"إنه مع حلول السنة الأخيرة من الجامعة تراود الطلبة أحلام إكمال الدراسات العليا في الخارج، وعند التخرج مباشرة يبدؤون في طرق أبواب الجامعات الأجنبية بحثا عن التسجيل، وفي الآن ذاته يحمل الطلبة هاجس الخوف من البطالة وهم متأكدون من أنهم سيكونون ذات يوم علي موعد معها".

ويضيف" أنه قرر بعد التخرج أن يكمل دراسته العليا لأن الحصول علي عمل بواسطة شهادة الليسانص بات صعبا و شبه مستحيل، و هو الآن في طريقه للحصول علي درجة الماستر".

وبنظرة تفاؤلية يحكي خريج قسم قانون الأعمال و المؤسسات محمد ولد أحمد غالي قصته قائلا:"إنه ظن في البداية عندما حصل علي الليسانص أن أبواب العمل ستفتح أمامه لكنه بعد ذلك اكتشف أن الواقع عكس ذلك نظرا لكثرة الخريجين من نفس التخصص، فقرر أن يواصل دراسته العليا في تونس لعل ذلك يزيد من حظوظه في الحصول علي عمل".

آراء متباينة تلك التي استطلعناها لدى الخريجين، آراء تظهر تفاوت الظروف المادية و الاجتماعية للطلاب، و تعكس هاجس الخوف لديهم من أن يضرب القدر موعدا لأحدهم مع شبح البطالة التي باتت مستفحلة في موريتانيا و خاصة بين الخريجين الشباب.