استئناف تدفق المهاجرين من ليبيا وإنقاذ 1000 مهاجر

أربعاء, 2016-03-16 00:17

مع تحسن الطقس في المتوسط واستمرار غياب حكومة شرعية في ليبيا، وفي الوقت الذي تقفل فيه أوروبا طرقات البلقان أمام المهاجرين الوافدين من تركيا، تستأنف شبكات تهريب المهاجرين نشاطها من سواحل ليبيا، حيث أنقذ أسطول "العملية البحرية الأوروبية" طوال يوم الأربعاء ١٠ زوارق على متنها نحو ١٠٠٠ مهاجر بعد أن كان أنقذ٩٥٠ مهاجرا يوم الثلاثاء أتوا من المياه الليبية، منهم ٦١٥ أنقذتهم السفن المنخرطة في العملية البحرية والبقية احتضنتهم السفن البحرية الإيطالية.

وذكر قائد الفريق الأوروبي خوزي فونتي، بأن "الأسطول كان يتوقع استئناف حركة زوارق المهاجرين انطلاقا من ليبيا لأن الطقس تحسن لأول مرة بعد نحو أسبوع كان البحر فيه مضطرباً".

وعاينت "العربية.نت" عمليات الإنقاذ في زيارة صحفية نظمتها قيادة العملية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في يوليو ٢٠١٥ عمليات نقل مئات المهاجرين من زوارق مطاطية بيضاء اللون إلى السفن الحربية، حيث يحصلون في مرحلة أولى على الخدمات الأولية. وتبين من خلال تحليق المروحية في المنطقة القريبة من المياه الإقليمية الليبية أن مئات المهاجرين من أصول إفريقية. وبدت لمراسل العربية، في المروحية، حدود ليبيا في الأفق تغطيها غيوم الصحراء.

ويتحرك الأسطول الأوروبي والأساطيل الحربية الأخرى في المياه الدولية قبالة ليبيا لرصد نشاطات شبكات التهريب والمجموعات المسلحة منها داعش.

عمليات النجدة تسير وفق إجراءات محددة ينسقها المركز الإيطالي للنجدة في روما، مع اسطولِ الاتحاد الأوروبي في عرض المتوسط. وتتولى طائرات الاستكشاف في كل صباحٍ، نقل البيانات إلى قيادة الأسطولِ، والتي تكلف، عند الاقتضاء، أقرب سفينة عسكرية بالتوجه صوب زورق المهاجرين من أجل نجدتهم. وينقلون من الزوارق المطاطية التي أتوا على متنها إلى السفن الحربية حيث يتلقون المساعدة الأولية وتسجل هوياتهم ثم يسلمون إلى سلطات الأمن والقضاء الإيطالي.

زوارق المهاجرين ليلاً

ويدفع المهربون زوارق المهاجرين إلى عرض البحر في ساعات الليل من الساحل الليبي الممتد من أبو كماش في غرب زوارة حتى مصراتة في شرق طرابلس. ويرى البعض أن عمليات النجدة التي يتولاها الأسطول الأوروبي، منذ الخريف الماضي، تمثل عنصر جذب للمهاجرين لأنهم يعلمونَ سلفاً أن عمليات النجدة ليستْ بعيدة عن المياه الليبية.

في المقابل، يرى قائد العمليات البحرية اندريا غواغليو أن "مهمة الأسطول الأوروبي أربكت نشاطات المهربين الذين أصبحوا لا يغادرون المياه الليبية بعد أن كانوا يبحرون داخل المياه الدولية من أجل ضمان نشاطهم في مواجهة العصابات الأخرى وأحيانا لاستعادة السفن المصنوعة من الخشب".

وأنقذ الأسطول الأوروبي منذ الخريف الماضي أكثر من ١٠ آلاف مهاجر غادروا ليبيا واعتقل ٥٣ مشتبها بمشاركتهم في نشاطات تهريب المهاجرين. كما أتلف الأسطول ٨٤ زورقا خشبيا. ويبدو أن المهربين في سواحل ليبيا يواجهون أزمة نقص الزوارق المصنوعة من الخشب نتيجة عمليات المراقبة التي تتولاها السفن الحربية.

ولاحظ قائد الأسطول الأوروبي بأن المرحلة الأولى من العملية مكنت من جمع معلومات كثيرة حول نشاطات المهربين "وقد أصبحوا يستعملون زوارق مطاطية صغيرة يحملونها بنحو ١٠٠ مهاجر، معرضين حياتهم للخطر لأن الزوارق لا توفر أدنى شروط السلامة في البحر. وهي صنع صيني. ويدفع المهاجر نحو ٢٠٠٠ دولار لعبور المياه الليبية نحو جزيرة لمبيدوزا.

داعش وشبكات التهريب

وتفتقد الدول الأوروبية ودول المنطقة المحاور الرسمي في ليبيا. ويقود استمرار الأزمة إلى المزيد من التدهور الأمني حيث يمدد داعش نفوذه. ولا تستبعد مصادر عسكرية أن "يستخدم تنظيم داعش شبكات تهريب المهاجرين لتأمين موارد مالية، فيما لم يسجل بعد استخدام التنظيم زوارق المهاجرين لإرسال مقاتلين الى أوروبا".

ويعرض الأسطول الأوروبي على الحكومة الليبية المنشودةِ المساعدة على تفكيك شبكات المهربين في شواطئ ليبيا. ومن دونها لا يمكن وقف تدفق المهاجرين أو تقييد نشاطات المهربين والمجموعات المسلحة.