لاحظت في تدوينات بعض الاخوة حول المؤتمر الناجح الذي نظمته وزارة الشؤون الاسلامية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامي و بحضور شيخنا العلامة الجليل الشيخ عبد الله ابن بي اطال الله في عمره. تدوينات لم تكن موفقة في طرحها بل جانبت الصواب وكانت مشحونة بمغالطات لم تراعي الشعور العام ولاحتي مكانة علماء اجلاء عرفو بإعتدالهم ودورهم الكبير علي الصعيد المحلي والدولي وهي حقيقة لامراء فيها ولايجادل فيها الي متكبر .فمن المعروف ان الحكامة السياسية علي مر تاريخ الا مة الا سلامية مرت بمراحل متعددة تبعا لفتاوي واجتهادات مرحلية اتت حسب السياق الحضاري والسياسي لمفهوم الدولة الاسلامية وكانت كلها نتاج لجهود علماء اجلاء نحسن الظن بهم ونقتيس من ارائهم طبقا لقانون الا ثر التراكمي لمسيرة الامة الاسلامية.التي تمر الان بمرحلة حرجة من تاريخها النير الذي اضاء به مشعل الحضارة الانسانية ورفعت من سقف تطلعاتها في اطار منهج رباني كان قمة في العدالة والرحمة والانصاف . فحري بنا ان نرجع ونمعن النظر في هذا الواقع الذي نمر به والذي هوايضا نتجة لتناقضات تارخية دفعنا ثمنها ومازلنا ندفعه مادمنا لم نفهم حقيقة هذا الدين ومشروعه الحياتي .يري بعض المفكرين بوجود مدرستين سنيتين تتفاوت من حيث فهمها للحكامة السياسية و من حيث قرائتها للواقع وللحلول التي تراهاملائمة لظرف الامة وتعقيداتها .فمن حيث وجهة نظرنا المتواضعة نري ان هذا التباين يعد طبيعي وفيه الكثير من الرحمة والخير للا مة و يجب ان لايرقي الي درجة التخالف وتخوين البعض للاخر كما يحاول بعض المعلقين والمدونون علي الصفحة الاجتماعية .لان المجتهد إن أخطأ فله اجر وان اصاب فله اجران .كما اننا لم نسمع اي تعليق حاد من اي المدرستين اتجاه الاخري .لذالك يبدو التكامل بين هاذين الا تجاهين واضحا طبقا لمصلحة البلاد والعباد .فمن وجهة نظر الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي وشيخنا العلامة محمد الحسن ولد الددو والاخوان المسلمون يجوز الخروج علي السلطان الجائر بل يعد ذالك واجبا في ظل النظام السياسي العربي الراهن الذي هو نتاج لكيانات هزيلة فشلت تنمويا وسياسيا وهي في الاساس ذيل المستعمر الذي تركه ورائه ينفذ سياساته بعد ان عجز عن مباشرتها وان الربيع العربي ليس سوي ردة فعل عفوية ازاء هذه الانظمة الدكتاتورية العاجزة ان تحفظ للامة الاسلا مية موقعها الريادي بين الامم فالاخفاقات التي مر بها الربيع ليست سوي حالة طبيعية وعرضية في اطار مسيرة شاملة توصلنا الي دولة اسلا مية قادرة علي رفع التحديات الحالية ومن مايؤخذ علي هذه المدرسة انها لم توفق في تقدير ردة فعل هذه الانظمة لذالك ضاعت اوطان وتم سفك الكثير من دماء المسلمين مع الاسف .بينما يري مفتي الحر مين والازهر
الشريف وشيخنا العلامة الجليل عبد الله ابن بي ومعه الكثير من علماء الشناقطة ان حفظ الموجود اولي من طلب المفقود لذالك لايجوز الخروج عن السلطان تمشيا مع قول الامام مالك رضي الله عنه(سلطان جائر سبعين سنة، خير من أمة سائبة ساعة من نهار ...) كما ان دراسة مآلات الأمور يعد قاعدة اساسية عند هذه المدرسة فهم يرون ان الوضع الذي يصبح فيه الفرد ويمسي آمناً مطمئنا علي اهل بيته يقيم شعائر الله وتفتح فيه المساجد والمستشفيات ابوابها فيه الكثير من الخير كما ان حفظ النفس هو ثاني مقاصد الشرع بعد الدين .فالتغير الهادئ سيتم عبر عملية سلسة هادئة اساسها السلم والسلام لذالك ياتي مؤتمر دور علماء السنة ودورهم في مكافحة الارهاب والتطرف .فلقد كنا بحاجة الي هذا المؤتمر الذي نعول عليه الكثير وعلي القرارات والتوصيات المهمة التي اتخذها سبيلا الي اتباع المنهج السني الوسطي والي تحصين شبابنا وانارة طريق المحجة البيضاء .فكل التقدير لشيخنا العلامة الشيخ عبد الله ابن بي ونفعنا من علمه الواسع ومن طرحه المعتدل الذي نعول عليه نحن والعالم الاسلامي .واهلا وسهلا بمنظمة المؤتمر الاسلامي في ارض المنارة والرباط وشكرلوزارة الشؤون الاسلامية ممثلة في شخص الفقيه الوزير احمد ولد اهل داود علي هذه المبادرة الطيبة والمباركة انشاء الله وعلي المقاربة العلمية التي يديربها هذا المرفق العمومي الذي يعتبر اكثر قدسية من غيره نظرا لارتباطه بوجدان كل موريتاني..سامح الله كل مشكك في اهل الخير والفضل فنحن بحاجة الي مايوحدنا ويجمعنا وليس العكس.