تحفل يوميّات اللبنانيين بفضائح من نوع آخر ذي طابع غذائي وتجميلي!
فبعد الفضائح السياسيّة المتتالية وفي طليعتها تمديد المجلس النيابي اللبناني لنفسه مرّة ثانية لفترة سنتين و7 أشهر في فضيحة مدوية في الأوساط اللبنانية والدبلوماسية، وبعد الفراغ الرئاسي الذي دخل شهره السابع والذي أدّى الى إلغاء الإحتفالات بعيد الإستقلال في 22 الجاري والى بلبلة دبلوماسية مع وجود 23 دبلوماسيا عربيا وغربيا ينتظرون تقديم أوراق اعتمادهم لرئيس جمهورية لم يتفق عليه بعد، بدأت منذ أسبوعين فضائح جديدة قديمة تتعلّق بالأمن الغذائي والصحي للبنانيين.
فقد كانت لوزير الصحّة اللبنانية وائل أبو فاعور جرأة إستثنائيّة في إعلان أسماء مطاعم مهمّة و"سوبرماركت" تبيع موادّا غذائية فاسدة وخصوصا اللحوم والدجاج والأجبان. وكم كانت صدمة اللبنانيين عظيمة حين وردت أسماء مطاعم تعتبر فاخرة ولا يرتادها إلا الميسورون.
حملة وزير الصحة قابلتها أخرى للتجّار وأصحاب المصالح المدعومين من بعض السياسيين وفي طليعتهم وزير السياحة ميشال فرعون بحجّة التأثير السلبي على السياحة في لبنان، وكأنّ السياحة تمرّ فوق جثث المواطنين اللبنانيين وضيوفهم الذي يقصدونهم.
إتخذ أبو فاعور تدابير قاسية، فبعد التشهير انتقل ملفّ كلّ مؤسسة مخالفة الى القضاء اللبناني، ولعلّ ابو فاعور تمكّن من القفز فوق المصالح الضيقة ومافيات البلد نظرا الى الدعم الذي زوّده به النائب وليد جنبلاط الذي دوّن "التغريدة تلو التغريدة" مشجّعا الوزير الإشتراكي على المضي في حملته ضدّ الفساد.
أما الفضيحة المدوّية التي لا تقلّ شأنا فتتعلقّ بالعيادات غير المرخصة التي تقوم بعمليات تجميل للوجه وللجسم، ومعروف بأنّ اللبنانيات أصبن منذ أعوام بهوس عمليات التجميل، لكنّهنّ لم يدركن فداحة الأمر إلا بعد أكثر من عملية تشويه تعرّضت لها أكثر من سيدة لبنانية عرض أبو فاعور صورا منفّرة لها.
أكثر من 95 عيادة غير مرخّصة تستقبل المرشحات للتجميل اللواتي تخرج عدد كبير منهنّ مشوّهات كليّا!
إقفال أبو فاعور لهذه العيادات تزامن مع إقفال محافظ بيروت لمسلخ اللحوم الملوّث بدوره...
فبات الأمر شبيها بإقفال مسلخين أحدهم للإنسان والثاني للحيوانات.
هذا هو لبنان في هذه الأيام: فراغ ومسالخ على كلّ المستويات على أمل ألا يكون الآتي أعظم!
ارم