احمد ولد داداه رئيسا للجمهورية و مسعود ولد بلخير وزيرا أولا
(الحلقة الرابعة من وحي الخيال)
لما تولى شمهروش مقاليد السلطة،عين سفوس مديرة للديوان و كرفوس قائدا للحرس الرئاسي و خرج من القصر و تربع على مبنى مجلس الشيوخ استعدادا لقراءة البيان الثاني.كانت وسائل الإعلام الوطنية و الدولية تغطي الحدث و في مقدمتهم مديرة التلفزة و مدير الإذاعة.و لما أنهى الجميع إستعداداتهم و تأكدوا من جودة الصوت و الصورة،أخذت سفوس بيد مديرة التلفزة و خصصت لها مكانا عند مؤخرة العفريت حيث الدخان والبخار.و عادت وأخذت بيد مدير الإذاعة الوطنية و خصصت له مكانا تحت أنف العفريت حيث تتسا قط الحمم.ثم أشارت لشمهروش إيذانا ببدء الخطاب،فتنفس العفريت قليلا فخرج عمود من الدخان و اختفت مديرة التلفزة عن الأنظار وسط السحابة،و بعد وقت وجيز ظهرت للملإ تضع يدها على أنفها و تصرخ أنا مستقيلة...أنا مستقيلة فدنى منها قائد الحرس الرئاسي و قال لها لماذا عينت الأشخاص على هواك؟ و لماذا اكتتبت و أقلت على هواك؟ ثم لماذا إستبحت ميزانية التلفزة؟ امكثي هنا و أنقلي على الهواء مباشرة هذا الحدث التاريخي و كرري سبع مرات عاش شمهروش. في تلك الأثناء كان مدير الإذاعة ينادي أيها الصحفيون لقد سقط على رأسي شيئ ساخن.أين مساعدي ليتولى المهمة؟ تنفس العفريت فسقطت على رأس المدير كومة من الحمم،فرمى المكروفون و قال: " أنا مستقيل نحن أولاد الناصر في الحقيقة لا نتحمل الكدر.. إفرشين" فجاءه قائد الحرس الرئاسي كرفوس و قال له:على أي أساس عينت أصلا يا رجل؟ هل صحيفة البشرى أكاديمية إعلامية؟ لقد اخترت سلفا مهنة المتاعب و اصبر فإن الصبر مفتاح الرحمة و كرر سبع مرات عاش شمهروش و يسقط الحاكم السابق ثم أشار كرفوس لشمهروش بإسقاط مزيد من الحمم.
فبدأ شمهروش خطابه و قال :
أيها الجماهير يا شعبنا المستباح لما قلت في البيان الأول أن من دخل المرحاض فهو آمن و من دخل المسلخة فهو آمن و من طلى جسده بالرماد فهو آمن و من دخل مكتب الأستاذ فهو آمن،كنت حينها على يقين أن الجميع سيتوجه إلى مجلس الشيوخ حيث مكتب الأستاذ.كان المعني يستمع للخطاب و هو داخل المبنى و فهم أن الجماهير ستقتحم الأبواب فتسلل و سد الباب و أغلق النوافذ.و لما التفت و العرق يتدفق فإذا بسفوس تجلس على مقعده و تبتسم،فأراد الرجوع إلى الوراء فأصطدم بكرفوس و قالت له سفوس:أيها الحبيب فأجابها قبل أن تكمل الجملة أنا لست حبيبا و لا محبوبا و إن من تبحثون عنه هو يحي ولد احمد الواقف.
أنا رجل من أهل أوجفت و نحن و أنتم أصدقاء لأن بأرضنا مكان يسمى شاتو و هو عاصمة الجن،أرجوك أنا لست مع النظام أنا لاعب كرة قدم و مارادونا إبن خالتي،ضحكت سفوس لأول مرة في تاريخها و تركته. ثم صعدت على المبنى و أشارت للحاكم الجديد بمواصلة الخطاب. واصل شمهروش قائلا: لا تخافوا و لا تحزنوا إن رأسي رأس حمار مضاعف و مؤخرتي يتصاعد منها الدخان لكنني أفضل بكثير من الحاكم السابق.
لقد ولدت من غذارات حمام الحاكم و شاء القدر أن أكون على هيئة حمام لأن كل نظام يحكم بلدنا هذا، يلد من رحمه نظاما آخر قد خلقه بنفسه ليكون في النهاية عدوه الأول. و ميزة الحاكم السابق تكمن في حبه للمال لأنه بدأ تجارته بحمام و فضل تحصيل المال بتلك الوسيلة.و من كان اختياره الأول هكذا ،فعليه أن يتحمل العواقب.فلولا الحمام لما ولدت أنا و سفوس و الآخرون.و لولا حب التحصيل الغريزي لما جاع الشعب و طلب النجدة و تقدم أمامنا بتظلماته،حيث لا يخفى على أحد اليوم حجم الفضائح الصارخة و المكشوفة،إلى درجة أنكم في كل مرة تسمعون عن مليار و مليارين و عشر مليارات في أيادي الصبية و الغريب في الأمر أن لا أحد يتسائل عن أي مكافحة فساد يتحدث الحاكم ؟ و لا عن كيف حصل الصبية على هذه الأموال الضخمة.
ففي اليوم الذي قررت أنا و سفوس الإستيلاء على الحكم،كان قرار التوريث قد اتخذ ووضعت خطة تشمل الحوضين و العصابة كأهداف إنتخابية استراتيجية، و كان حل البلديات و البرلمان جاهزا و الإنتخابات على الأبواب بمن حضر.أما الآن فقد إنقلبت الأمور رأسا على عقب إذ يمر البلد بضائقة مالية و إنسداد سياسي يطبعه الإرتباك و التخبط و مؤشراته لاحت في الأفق لما ظهر وزراء من النظام يلوحون بالإستفتاء في حين يستحيل أن يحرك أحدهم شفتيه إلا بإذن مسبق من الحاكم،مما يدل على بداية تفعيل مسار كان في الماضي القريب مستبعد جدا.
صاحت سفوس مديرة الديوان و أمرت قائد الحرس الرئاسي كرفوس بإحضار وزير العدل فورا و لما جاء به شخر شمهروش و ابتسمت سفوس فقال الوزير " يا صالحين أبي تلميت ما هذا ؟ " قا لت له سفوس:أيها الحبيب ألا يفترض أنك وزير سيادة مكلف بحماية الدستور و كافة القوانين؟ و أثناء السؤال و قبل الجواب استدار شمهروش و أطلق عليه وابلا من الروث المشتعل ثم د نت منه سفوس و قالت له: قل عاش شمهروش سبع مرات فأجابها و هو منهك: " آش شمهروش و آشت سفوس و آش كرفوس يخليكم إنني مستقيل...إنني مستقيل ".فأبتسم الملك شمهروش و أمر بجلوس وزير العدل بجانبه و قال : كان من العدل و الإنصاف أيها الوزير السابق، أن لا تبدل الدم بالراتب.
ثم قال أيها الجماهير لقد كان بودنا غض الطرف عن ما يجري في البلد من إختلالات و تجاوزات لأننا لسنا من جنس البشر، لكننا شاهدنا من النهب الممنهج و سوء التسيير و غياب المؤسسات و الزبونية، ما لا يمكن السكوت عليه،حيث أن ما هو ظاهر من تجليات الفساد لا يمثل شيئا بالمقارنة مع ما يخفيه الحاكم و حكومته و مقربيه،في حين أن القوى المعارضة في البلد، قوى وطنية مسؤولة و وازنة،فمن بينها من يناضل منذ ستينيات القرن الماضي و آخرون يزيد نضالهم على الثلاثين سنة.و إن هذه القوى،أبدا لم تتـآمر على الوطن و لم تتولى تسيير شؤونه مرة واحدة حتى يجوز الحكم عليها بالنجاح أو الفشل.
و مما لا شكك فيه أننا نحن العفاريت و الجن ندرك ما لا يدركه البشر و نعرف من خفايا الأمور ما لن تستطيع المعارضة اكتشافه.و اليوم نقول للجميع إن كانت نواياهم مازالت وطنية أن وطنهم على كفي هذا و لا سبيل لإنقلاب عسكري. و إن وقع فإن تأييده منافي للقيم الديمقراطية و لا يمت بصلة لمصلحة الوطن.
و لا سبيل كذلك لمواصلة نضال عقيم ضد نظام لا يؤمن بالديمقراطية و لا يخشى العواقب و مستقبل البلد هو آخر ما يفكر فيه.كما أنه لا سبيل أيضا لنجاح أي نضال بدون وسائل و لا تضحيات.و في المحصلة لن يكتب البقاء لمعارضة مهما كان حجمها ما دامت شتاتا لا تعرف ماذا تريد و كل فرد منها يريد لنفسه كل شيئ.
أيها الجماهير يا شعبنا المستباح لهذه الأسباب مجتمعتا و لكوني مواطنا من مواليد لكصر،ولدت وترعرعت فيه أيام إنشاء الحمام الأول،و أنا قاضي قضاة الجن و خبير في مكر الحاكم السابق،تبين لي أن أنجع وسيلة للتناوب السلمي على السلطة و تقاسمها يكمن في تعيين حكومة متجانسة كل فرد منها يعرف مسبقا ما له و ما عليه لينطلق الجميع نحو هدف واحد و هو إنتزاع السلطة عبر صناديق الإقتراع.و إن أراد الحاكم السابق تعديل الدستور فليفعل و إن أراد ترشيح نفسه فليكن.
إنني على يقين أيها الشعب المستباح أن المؤسسة العسكرية عبارة عن جيش جمهوري قادته وطنيون و لن يرضوا لأنفسهم بترك الحبل على القارب لقائد مصاب بجنون العظمة. و أنا شمهروش إبن كوكب إبن لستكر أتعهد أمامكم بحماية الحكومة و تطبيق الدستور و منع الحاكم السابق من التصرف في ميزانية الشعب وحجز مدخراته قبل أي استحقاقات قادمة. فإن شئتم كونوا و إن شئتم لا تكونوا.
تدخلت سفوس و قالت : تريثوا قليلا حتى آتيكم بالحاكم السابق.و في لمح البصر أتت به. و قالت له إجلس بجانب وزيرك و امتثل أوامري و إلا...فالتفت الحاكم على وزيره و قال : ستراني يا آكل العليشه. قال الوزير للحاكم بصوت خافت " أخفض صوتك إن روثهم ساخن و رائحته كريهة ".
وقفت سفوس أمام الجماهير و قالت : أيها الشعب الكريم نحن السيدات الأوائل قد تعودنا على إدارة البلد من وراء ستار و أنا سفوس لست مثلهن بل أنا الآمرة و الناهية علنا و قراراتي نافذة. حرك شمهروش رأسه و ابتسم و استدار،فأصاب الحاكم بطلق كأنه ناري. واصلت سفوس و كأن شيئا لم يقع و قالت اصبر أيها الحاكم كما صبرت في الماضي و اعلم أنك اغتصبت السلطة من نظام مدني منتخب،على مرأى و مسمع من العالم.و الآن ستوقع مجبرا على مرسوم يقضي بتعيين رئيس للجمهورية و أعضاء حكومة مدنيين، ليكون سندا قانونيا لمرسوم ملكي يصدره شمهروش.و ستوضع أيها الحاكم في الإقامة الجبرية حتى تلتئم المحكمة و تنظر في ملفات الفساد و ما ترتب عليها من أضرارلا يمكن تداركها. و عينت محمد ولد بوعماتو رئيسا للمحكمة و أعل ولد محمد فال و محمد المصطفى ولد الإمام الشافعي كمستشارين للرئيس.
ثم أصدر شمهروش المرسوم الملكي رقم 001 القاضي بتعيين رئيس الجمهورية و أعضاء الحكومة.
رئيس الجمهورية : السيد أحمد ولد داداه.
الأمين العام لرئاسة الجمهورية : يحي ولد أحمد الواقف.
- الوزير الأول : مسعود ولد بلخير.
- وزارة الداخلية : جميل ولد منصور.
- وزارة الخارجية : محمد ولد مولود.
- وزارة العدل : أحمد سالم ولد أبو حبيني.
- وزارة الدفاع : صالح ولد حننه.
- وزارة الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي : محمد غلام ولد الحاج الشيخ.
- وزارة التهذيب : أحمد ولد سيد باب.
- وزارة الصحة : الشيخ سيد أحمد ولد باب.
- وزارة الإقتصاد و التنمية (شاغرة بسبب الإفلاس و خاضعة لتفتيش سفوس).
- وزارة المالية : كان حاميدو بابا.
- وزارة الزراعة : با ممدو ألاسان.
- وزارة التجهيز و النقل: برام ولد الداه ولد أعبيدي.
- وزارة التجارة و السياحة : بباه ولد أحمد يور.
- وزارة الوظيفة العمومية : موسى أفال.
- وزارة التشغيل : الساموري ولد بي.
- وزارة المرأة : النانه بنت شيخنا.
- وزارة البيئة : المصطفى ولد أعبيد الرحمان.
- وزارة الثقافة : محمد فال ولد بلال.
- وزارة الصيد و الإقتصاد البحري: لو كورمو.
- وزارة الشباب و الرياضة : محمد عبد الرحمان ولد محمد الشيخ.
- وزارة الطاقة و المعادن : عبد القدوس ولد أعبيدن.
- الوزارة المكلفة بحقوق الإنسان : محفوظ ولد بتاح.
- وزارة الإتصال و العلاقات مع البرلمان : محمد الأمين ولد الفاضل.
مفوضية الأمن الغذائي : الأستاذ محمد ولد بربص.
- وزارة البيطرة : ( بتوصية من سفوس) الأستاذ محمد يحي ولد عبد القهار.
بقلم: محمد المختار ولد أحمين أعمر.
روابط الحلقات السابقة: