الرئيس المؤسس .. رمز لهيبة الدولة

سبت, 2016-04-16 15:11
عبد الله الراعي

ترى كيف يتعايش بعض  الكتاب  مع  حجم التضليل والعبثية  التي ينثرونها في حروف هاربة شاردة  يطلون بها واجهات الصحف والمواقع ، معتقدين من فرط سطحيتهم وغوغائيتهم  أنها قد تفت في عضد من أخذوا على عاتقهم مسؤولية إعادة تأسيس الوطن  .. كم سيلزمهم من الوقت كي يقنعوا الشعب الموريتاني بما جادت بهم قرائحهم من الكذب المعتق .. يجب عليهم قبل ذلك وضع شيء من الترتيب على ما يكتبون ويتخلصون من بعض المفردات التافهة حتى لا يقتلوا القارئ ضجرا ..!

لقد حسم الشعب أمره وأودع ثقته في الرئيس المؤسس رئيس الجمهورية محـمد ولد عبد العزيز وحمله كامل المسؤولية في معركة إعادة البناء والتأسيس على قواعد العدالة والديمقراطية لبناء وطن لا غبن فيه ولا حيف .. إن فهم هذه الحقيقة وإدراكها أمر ضروري ليدرك أولائك العبثيون جدية المشروع الإصلاحي الشامل الذي يتحرك بإرادة المخلصين من أبناء موريتانيا ..

كان الأجدر بكم أن تكرمونا بصمتكم  ما دمتم تبخلون على الوطن بوضع طوبة أو حجر في مشروع التغيير البناء   .. لقد اخترتم لأنفسكم مكانة تناسبكم تماما وأنتم تراكمون معاول الهدم وتزرعون الخيبة والتشكيك  في نفوس المواطنين ..!

إن التقوقع وجمود الأفكار الذي تعيشه بعض النخب  جعلتهم يعتقدون باستحالة إعادة بناء الوطن ـ الذي أفسدوه ـ   على قواعد سليمة أساسها الانسجام الوطني والبناء التنموي ، فكان لابد لنا أن نتعرض بشيء من التفكيك والتحليل لتلك التسابيح المتصوفة في كره النظام والحقد عليه ، والحقيقة أن معظم تلك الأفكار الواردة في خطابهم ضدا على الديمقراطية،  فمما لاشك فيه أن دعاة الديمقراطية مطالبون أكثر من غيرهم بالانسجام مع مبادئهم بوصفها الخطوة الأولي نحو تأسيس وعي ديمقراطي يتوقف عليه مدى تأصيل العملية الديمقراطية في الفكر والثقافة وغير ذلك فهو ردة وكفر بالمبادئ الديمقراطية ..

ليس الهذيان وحده يكفي ليقتنع الناس بصدق ما تقولون ، حين تنظرون بعين الريبة والتشكيك في العملية الديمقراطية بدعوى أنها فصلت على مقاس معين لا يناسب مقامكم المتواضع ، هذه الريبة بدت واضحة وانتم تدبرون عن الحوار الشامل الذي دعا له رئيس الجمهورية مطلع 2015 ، وكان ذلك القرار كافيا ليدرك الجميع حجم الورطة التي وقعتم فيها وأنتم تبتهلون في محراب ممهداتكم المنسوخة شكلا ومضمونا ، فإذا كانت الديمقراطية تفترض الاختلاف فإن مفكري السياسية لم يجدوا أي وسيلة يمكن الركون إليها لتذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء في المشهد  السياسي سوى مختبرات النقاش  والحوار.. نحن إذن أمام مجموعة من مهرجي السياسة يفضلون التنابز بالبذاءات على الجلوس إلى طاولة الحوار الواعي والمسؤول  .

لا حياة لمن تنادي فقد غمرهم الوهم واستحال إخراجهم من قاع التردي وهبوط الخطاب والطرح ، إن من يشكك في خيارات الشعب لا يستحق من  الشعب أن يكرمه بالاستماع أحرى أن يصدقه وهو يصول ويجول في كيل التهم الجزاف واستباحة أعراض الناس لا يردعه في ذلك  وازع ديني  أو قيد أخلاقي ..

يسأل أحدهم هل الحوار حل "سحري" ..  ليس في السياسة سحر؛ بل هناك حقيقة يبصرها من أعمل الحكمة والعقل وأخلص للوطن وتغلب على الأطماع الشخصية الضيقة ..  لقد كانت الدعوة للحوار قائمة وستظل ليس منة ولا كرما  من النظام ، بل قناعة راسخة منه لتكريس العملية الديمقراطية برؤية تقدمية  لإشراك الجميع في عملية  بناء الوطن وتحمل مسؤولياتهم التاريخية، أما وضع العراقيل ودباجة الممهدات فهي محض السحر والعجز السياسي وقد ينفعكم  حرقها والتبخر بدخانها..!

إن هذا الطرح الذي تصرون عليه يسفه الديمقراطية ويقدمها كوسيلة لتكريس الاستبداد البرجوازي وهو أمر ينافي روح الديمقراطية  لأن النظام  الديمقراطي والإيمان به كفعل  مطلوب في النخب والأحزاب السياسية قبل أن يكون نظاما يكرس التناوب السلمي على السلطة .