#محاسبة_المحرّضين!

أحد, 2016-05-15 09:28
تركي الدخيل

كسر مشهد السجين هادي البقمي القلوب وهو يتحدّث عن أثر المحرّضين. مئات السعوديين الصغار يتقافزون في ميادين القتال التي جُرّوا إليها بدمٍ بارد من خلال خطبةٍ أو محاضرة.

بالطبع أخطأ البقمي مثل غيره من الذاهبين إلى ميادين القتال، ودفع ثمن تلك المغامرة عشر سنواتٍ من زهر عمره، بينما أولاده يكبرون بعيدا عنه. غير أن المحامي عبدالرحمن اللاحم علّق الجرس، فقرر أن يلاحق بالقانون، وعبر القواعد الشرعية، أولئك المحرضين ديانةً لله، وصيانةً للوطن، ودفاعًا عمّا بقي من شبابٍ يجنّدون كل يوم عبر مئات الطرق الإنترنتية والمنبرية. ويعلّق اللاحم، بأن مهمة المحامي إيجاد (العناية) وليست تحقيق (نتيجة)، فقضايا من هذا النوع تضع حدًّا لتفرّد أولئك الغلاة بمصير شباب المجتمع.

هادي البقمي يسأل عن سبب زيادة ثروة محرّضه وتباهيه في قصوره بينما يجرّ أبناء الآخرين إلى القبور! عن مغامرته بأبناء الآخرين من دون أن يطبّق ذلك النفير على نفسه! هذه أسئلة منطقية، لماذا يساق الشباب حطبًا في الحروب، من دون أن يكون المحرّض على رأس النفير، إن كان صادقًا فيما يقول؟!

ثم يلفت السجين بأن بكاء الخطيب كان سببًا في تجنيده، قالها متأثرًا: لقد حسبته صادقًا؛ لأنني رأيته يبكي!

محاسبة المحرّضين، ضرورة لتسديد فواتير تاريخية دُفع فيها أبناؤنا لحروبٍ دموية منذ ثلاثين سنة، بينما يسجن ويلاحق المجنَّد، ويبقى المحرِّض حرًّا طليقًا.

إنها محاسبة شرعية وقانونية، فالعدالة هي العمود الفقري لكل بلد!