لو طرح عليك سؤال ما هى الشخصية الأكثر نفوذاً وتأثيراً فى حياتك، ماذا ستكون إجابتك؟، وإجابة غيرك وغيرك، بالتأكيد الإجابات ستتسم بالخصوصية والفردية، وربما تكون مذهلة وصادمة أحيانا لو صدق المجيب، لكن لو وسعنا دائرة السؤال ليصبح من هو الشخص الأكثر نفوذا فى مصر أو فى العالم، ماذا ستكون الإجابة؟.
بالتأكيد سيكون هناك تماثل بين عدد كبير من الإجابات وهو ما يسمح بترتيب للشخصيات الأكثر نفوذا، وهو ما يفعله عدد كبير من الصحف والمجلات النى تنشر قوائم سنوية لأكثر الشخصيات نفوذا فى العالم، ومنها قائمة فوربس التى نشرت أوائل هذا الشهر وضمت 72 اسما، تصدرها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، متقدماً على أوباما الذى جاء فى المرتبة الثانية. وعربيا جاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى المرتبة الأولى، وفى المرتبة الـ11 عالميا، رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان فى المرتبة الثانية عربياً، وفى المرتبة الـ37 عالمياً، وزير البترول السعودى على النعيمى جاء فى المرتبة الثالثة عربياً والـ50 عالمياً، بينما جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المرتبة الرابعة عربيا والـ 51 عالمياً، وبعده أبوبكر البغدادى، زعيم داعش، محتلاً المركز الخامس عربيا والمرتبة الـ 54 عالميا!!
ماذا لو أردنا أن نقدم قائمة تضم 20 شخصية فى مصر أو أكثر أو أقل لتكون الأكثر نفوذا خلال عام 2014، من سيكونون؟
بل الإجابة عن هذا السؤال، من المهم أن نوضح بضع نقاط، معنى النفوذ فى المعجم: السلطان والقوة، السلطان مرادف للحكم، قديما كان شخص السلطان يتمتع بالنفوذ، ومازال ذلك قائما فى نظم الحكم الملكية المتوارثة أما نظم الحكم الديمقراطية والتى يتم فيها تداول السلطة، فإن نفوذ الرئيس يستمد من منصبه وليس من شخصه، وبالنسبة للقوة فلها صور عدة، فهناك قوة السلطة، العلم، المال، الجمال، الشهرة، القوة الجسمانية، البطولة.
لنفوذ لا يقتصرعلى الأحياء، على سبيل المثال: المشير طنطاوى كان من الشخصيات الأكثر نفوذا فى مصر فى الفترة الانتقالية التى حكم فيها المجلس العسكرى البلاد، وكان بحكم وظيفته كوزير دفاع يرأس هذا المجلس، أين هو الآن؟، فى حين أن عبدالناصر مازال حاضرا رغم الغياب سواء بالمدح أو الذم، وصوره ترفع فى المظاهرات حتى الآن.
حين تفكر فى النفوذ، عليك أن تنتبه لبعض الحقائق، فمثلا باسم يوسف حتى عام مضى كان من أكثر الشخصيات نفوذا فى مصر، ولكن بعد أن أوقفت إم بى سى مصر برنامجه نسيه الجمهور بعد أسابيع قليلة، فمن الأكثر نفوذا إدارة إم بى سى ومالكوها أم الطبيب الشهير؟، وهذا ينطبق على العديد من الشخصيات الإعلامية صاحبة النفوذ والانتشار الجماهيرى الواسع، من أمثال أحمد موسى، لميس الحديدى، عمرو أديب، وائل الإبراشى، يوسف الحسينى..إلخ هل هؤلاء هم الأكثر نفوذا أم مالكو القنوات التى يمكنهم فى أى لحظة إنهاء تعاقدهم أو منعهم من الظهور كما حدث مع يسرى فودة ومنى الشاذلى، هل ما قاله محمود شعبان لوائل اللإبراشى عن أن الإعلام أصبح السلطة الأكثر نفوذا فى مصر الآن صحيح؟ أم ثروة رجال الأعمال المختفية وراء الستار هى الأكثر نفوذا؟.
فى تقديرك من الأكثر نفوذا فى مصر، فى مجالات العلم والسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام والفن والمجتمع والرياضة؟
وهل تتوقع أن يحتل السيسى المرتبة رقم 1 فى القائمة أم يمكن أن يسبقه أحمد موسى أو توفيق عكاشة؟