حق الرد

جمعة, 2016-05-27 13:02
محمد فال ولد نوح

تابعت قبل يومين مقال أو ما يشبهه لأحمد سالم ولد التباخ احد إعلامي مملكة مردوخ البظانية والتي حاول فيه نعت نضال لحراطين وكفاحهم ضد عصابة الإرهاب الأبيض من أجل نيل الحقوق والوصول بموريتانيا الى بري الأمام بالتعجرف  والعب بالنار والخروج عن المألوف مستهلا كليماته ـ بسكون اللام ـ بالتهجم على حركة "الحر" الرعيل الأول للحراطين 
حيث كتب هذا الصحفي النازي 
" أثارت تصريحات بعض السياسيين المعارضين في مهرجان لحركة الحر حنق الكثير من المواطنين الغيورين علي وطنهم المتشبثين به حتى النخاع وصنفوا هؤلاء السياسيين دعاة للتفرقــــة والفتنة متخذين مبدأ الغاية تبرر الوسيلة " انتهت الإحالة 
ولي سؤال له ولمن يهمه الأمر قبل الدخول في صلب الموضوع وتفتيت أفكاره العنصرية المريضة
أليسوا  لحراطين مواطنين ينتمون لهذه الأرض ورثها كابر عن كابر ؟
الم يساهموا في تعميرها و لهم نصيب الأسد في ذلك ولهم نفس النصيب في حمايتها ؟ 
ألا يمثلون السواد الأعظم لسكانها حيث يمثلون أكثر من ستين في المئة من شعبها؟
الم يعانوا من ويلات العبودية والحرمان على مر العصور؟ 
الم يعاملوا كمواطنين من الدرجة الخامسة ؟ الم نعلم أنه من دفع ثمن شيء له الحق في
 الحصول على نصيبه ؟
الم يبرهن الواقع المعشي للحراطين أنهم مقصيين من كل شيء وعلى كافة الأصعدة ؟
الم ينطق لسان لحراطين في  أحياء الصفيح (آدوابه والكبات) والأسواق الشعبية عن حالهم؟
 أما المناصب السياسية والدوائر الحكومية 
والبعثات الدبلوماسية فحدث ولا حرج ويكفينا في هذا المجال ما تم توثيقه من طرف ميثاق لحراطين للحقوق الثلاثة
وما هي البرامج التي قامت بها دولة كوميات واليمازلن لتخفيف من معاناة المكونة سوى المزيد من التنكيل وجحود الواقع المزري الذي ظل قائما ردحا من الزمن وما زال كم هو 
لإبقاء لحراطين يواجهون مصيرهم بأنفسهم وماذا فعلت مجاميع  أبواق الأنظمة التي تعاقبت على الدولة منذ المخطار ولد داداه صاحب المقول الشهيرة تموقعوا تمركزوا قبل أن يستيقظ العفريت الأسود والأفعال الدالة على سريان مفعول المقولة مازال ساري حتى يومنا هذا بمباركة من أشباه مثقفين وأنصاف مفكرين وبترحيب من جمع غفير من طابور خامس محسوب على لحراطين
مع أن كل الحركات والمبادرات والأحزاب التي تقارع الظلم المفروض على الشعب الموريتاني الأبي الأصيل (لحراطين)
الذي ظل قائم ردحا من الزمن 
لم تطالب بأكثر من تحرير المعبدين وترقية لحراطين من أجل الحصول على حياة لائقة بالآدميين  
إذ لم تطالب برأس السلطة في بلدها بطريقة غير ديمقراطية مع أن الديمقراطية ولا المشاركة في بناء الدول والاستسلام للقوانين ليست بهدف إن كانت لا تستوجب الشروط أو لا تمكن من بلوغ الشرط والشرط هوا
 الوطن للجميع والقانون فوق الجميع
  ولم تطالب بعشرين وزين من بين ثلاثين 
ولا عشرة ولاة من أصل خمسة عشر ولا أربعين حاكم مقاطعة من أصل سبعة وخمسين ولم تفعل ذلك في سلك القضاة ولا السفراء ولا الضباط  السامون مع أن لها الحق أن تكون كل هذه الأرقام من نصيب المكونة 
أما عن العبارات الرجعية من قبيل الوحدة الوطنية والتمسك بالخصال الحميدة وأن الشعب الموريتاني تعايش من قرون وليس لأحد من القدرة أن يقوم بتفتيته أو إقامة الفتنة بينه هذا كلام لا يراد منه سوى أن نضحك ونرح ونعلم أن مجموعة البظان لم تستوعب الدرس ولم تفهم مفهوم ثقافة التعايش المشترك بين الشعوب حيث لا مانع من فتنة ولا أنزلقات نحوا المجهول سوا العدالة والمساواة لا دين ولا أخوة ولا ارتباط ولا وطن  ولا ثقافة مشتركة ولا حتى أسطورة جامعة تستطيع أن تمنع أي شعب من دخول في دوامة عنف وعنف مضاد إلا ما ذكرناه  سالفا
إذ هناك دول وشعوب ينتمون لعرق واحد ويدونون بدين واحد ولهن لون واحد ولم يسبق لأحدهم أن ظلم آخر فتأتي عارضة تاريخية فيقع ظلم من أحد الأطراف فشعل النار بينهم وتأتي على الأخضر واليابس والأمثلة على هذا كثيرة من أقصى المعمورة الى أقصاها ـ الصومال ـ فلسطين ـ الجزائر ـ أفغانستان ـ ليبيا ـ اليمن 
الظلم هو أكبر محرض على العنف بل هوا العنف بذاته 
إننا في عملنا الدءوب وكفاحنا المستمر ضد الطغيان والأحكام العنصريون لصميمون على التحرير البلاد والعباد ودحر براثين القهر والفساد وعلى إحداث التغييرات التاريخية في مجتمعنا وإلى بعث القيم النضالية الثورية المنسجمة مع أهداف مشروعنا العادل الذي يطبعه الإخاء والمسامحة  
على أساس الإنسان هو الغاية والوسيلة برد النظر عن من هو هذا الإنسان 
كما أننا عازمون على إحياء الشعور بالكرامة الإنسانية. وفي ذلك نسعى إلى تحرير عقل المواطن 
من الأفكار المدمرة التي تسربت إلى الأمة وعاشت بها وعليها تاريخا طويلا خدمتا لأناس لا يفقهون من الحياة إلا ما يسدوا به رمقهم أو ما يهنون به كرامة آخرين مع علمنا المطلق الذي لا يرقى اليه شك أن هذه الأفكار لا تمت لا لدين ولا للبشرية بصلة     
وقد أكتوي بنارها مكونات عريضة من المجتمع وما زال لهذه الأفكار البالية أنصار وشيعة يحلمون ببزوغ شمسها من جديد
هذا فقط ولا غيره ما جعلني أرد على المتعجرف ولد التباخ عندما حاول النيل من حراكنا العادل المستقيم ليس إني مدافعا عن القيادات مع اختلافي معهم في بعض الأمور الجوهرية في صميم النضال والمناضلين لكن قد علمتني حياة الآباء أنه بإمكاني أن أعتدي على أخي لكن لا أدع أن يعتدى عليه   
على الثوار أن لا يناموا كي لا ينتعل الجبابرة أكباد المستضعفين