ولد عبد العزيز يغادر انواكشوط باتجاه داكار

جمعة, 2014-11-28 21:11
شعار القمة

غادر الرئيس محمد ولد عبد العزيز العاصمة انواكشوط قبل قليل متوجها إلى العاصمة السينغالية داكار حيث من المقرر أن يشارك في القمة لفرنكفونية التي ستنعقد غدا.

ويشارك في أعمال القمة قادة ورؤساء حكومات الدول الناطقة باللغة الفرنسية ، البالغ عددها 77 دولة ، ووفودهم وممثلين عن المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.

ويأتي على رأس جدول أعمال القمة ، اختيار الأمين العام الجديد للمنظمة والذي سيخلف السنغالي عبدو ضيوف ، وتحديد الاتجاهات الاستراتيجية للفرانكوفونية خلال الأعوام العشرة المقبلة ، وبحث سبل تعزيز الفرانكوفونية الاقتصادية التي تهدف لمساعدة كافة الدول الفرانكوفونية على المشاركة الفعلية في الاقتصاد العالمي ، فضلا عن تناول المستجدات السياسية في أزمة بوركينا فاسو ومرض الأيبولا الذي يطال بلدين فرانكوفونيين هما غينيا ومالي.

وتركز القمة بالأساس على قضايا “النساء والشباب” باعتبارهما من الطبقات الأكثر تهميشا والتي تعد من أبرز ضحايا الحروب والصراعات في أفريقيا.
وكان المؤتمر الوزاري الفرانكفوني قد اختتم أعماله أمس في دكار استعدادا للقمة بعد أن بحث العديد من القضايا التي سوف يتم طرحها غدا ، وعلى رأسها سبل تمكين المرأة ، ودعم الشباب ، والتحرك ضد مرض الأيبولا ، وبذل الجهود من أجل إحلال السلام والعمل على تحقيق التنمية المستدامة ، واحترام حقوق الإنسان ، وتسليط الضوء على أهمية اللغة الفرنسية وقيمها.
كما ناقش المؤتمر مسألة ضم أعضاء جدد إلى المنظمة ، وفي هذا الإطار أبدت عدة دول تحفظها على الطلب المقدم من إقليم كوسوفو للانضمام إلى منظمة الفرانكوفونية بصفة مراقب ، حيث أن بعض هذه الدول لم تعترف بعد باستقلال كوسوفو.
وتسود حالة من الترقب حول الشخصية التي ستخلف الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف في الأمانة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ، خاصة وأن هناك شبه إجماع على عدم وجود مرشح للأمانة العامة يتمتع بالمكانة التي يحظى بها عبدو ضيوف الذي ساهم بقوة في إعطاء دفعة للمنظمة للفرنكوفونية.

وعلى مدار 12 عاما من ولاية الرئيس السنغالي السابق اكتسبت المنظمة وزنا سياسيا ثقيلا على الساحة الدولية بفضل دبلوماسية التأثير التي مارسها ضيوف لدى نظرائه من القادة الأفارقة خلال العديد من الأزمات ، كما نجحت المنظمة خلال فترة توليه من توثيق العلاقات مع العديد من الهيئات الدولية من البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتم توقيع عدة اتفاقات التعاون معها ، ونجح ضيوف في جعل منصب الأمين العام نقطة تواصل لا يمكن الاستغناء عنها بين الشمال والجنوب.

ومن أشهر المرشحين لخلافة ضيوف في منصب الأمين العام الكندية ميكايلا جان التي كانت تتولى منصب الحاكم العام في كندا ، والرئيس البوروندي السابق بيار بويويا ، ورئيس وزراء جزر موريشيوس سابقا جان كلود دي ليتراك ، وسفير الكونغو برازافيل في باريس حاليا هنري لوبس ، فضلا عن ممثل غينيا الاستوائية في المنظمة الفرانكفونية أوغوستين نزي نفومو.
ويرى المراقبون أن الكندية ميكايلا جان تتمتع بشيء من التفوق على منافسيها بفضل تبنيها حملة نشطة من أجل استراتيجية اقتصادية للفرانكوفونية لا سيما في القارة الأفريقية ، غير أن البعض يشكك في فرصها لأنه جرت العادة على أن يتم اختيار منصب الأمين العام من دول الجنوب لاسيما الدول الأفريقية ، ويتم ذلك بتوافق أراء الدول الأعضاء على غرار ما تم بالنسبة للدكتور بطرس بطرس غالى أول سكرتير عام للمنظمة عام 1998 ، وخلفه السيد عبده ضيوف عام 2002.

وتبلغ ميزانية المنظمة السنوية 84 مليون يورو، ويتم توفير هذه الموازنة من مساهمات الدول الأعضاء ومساهمات إضافية من الشركات في القطاعين العام والخاص ، وتعتبر فرنسا أكبر ممول للمنظمة يليها كندا وبلجيكا.

ويقصد بـ”الفرانكفونية” مجموع الأشخاص والدول الناطقين باللغة الفرنسية ، وظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1880 ثم في عام 1926 أوجد عدد من الكتّاب ما يسمى بـ “جمعية الكتاب باللغة الفرنسية” ، وبعد ذلك في عام 1955 أنشأ الصحفيون جمعية مماثلة.
وفي 20 مارس 1970 تم تأسيس وكالة التعاون الثقافي والتقني، بحضور ممثلين عن 21 دولة، والتي أصبحت لاحقاً المنظمة الدولية للفرنكوفونية ، وصار هذا التاريخ يوما عالميا للاحتفال بالفرانكفونية.

وكان من أبرز أهداف المنظمة تعزيز حوار الثقافات والحضارات بين الدول والشعوب الفرانكفونية، والمساهمة في حل الخلافات وتعزيز قيم الديموقراطية وذلك من خلال تعزيز اللغة الفرنسية وتشجيع التنوع الثقافي واللغوي فضلا عن ترويج ثقافة السلام والتعاون والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتضم المنظمة الفرانكوفونية حالياً 77 عضواً وهم 57 دولة لهم صفة العضوية الدائمة و20 مراقباً، ويلاحظ أن أكثرية الدول الأعضاء هي دول فقيرة تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية صعبة.

وتعقد المنظمة الفرانكوفونية مؤتمر قمة كل سنتين يحضره رؤساء الدول والحكومات أو مندوبين عنهم لمناقشة القضايا الملحة الخاصة بالدول الفرانكفونية وبحث انضمام دول جديدة ، والتعريف باستراتيجية المنظمة خلال عشر سنوات للحفاظ على نفوذها وتأثيرها على الصعيد العالمي ، فضلا عن انتخاب منصب الأمين العام.

وقد عقد حتى اليوم 14 مؤتمر قمة كان أولها في فرساي في فرنسا عام 1986 ، وآخرها في كينساشا بجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2012.
كما تعقد المنظمة مؤتمرين دائمين على المستوى الوزاري الأول لوزراء التربية والثاني لوزراء الشباب والرياضة، وتعقد أيضا ًمؤتمراً سنوياً يحضره وزراء الخارجية أو وزراء الفرانكوفونية.

وتتبع المنظمة الفرانكوفونية بعض الهيئات مثل الوكالة الجامعية للفرانكوفونية في كندا، الجمعية الدولية للبلديات الفرانكوفونية، جامعة سينغور في الإسكندرية في مصر، شبكة تلفزيون “تي في 5 الدولية” ومقرها في فرنسا، والجمعية النيابية للفرانكوفونية، إضافة إلى المجلس الدائم للفرانكوفونية.
وتقوم الأمانة العامة والأمين العام لمنظمة الفرنكوفونية بإدارة المؤسسات الفرانكوفونية المذكورة ، وينتخب الأمين العام من قبل ممثلي الدول الأعضاء لولاية مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد.