قدم وزير الخارجية السابق محمد فال ولد بلال مقترحات للحكومة للتعاطي مع بعض المقترحات التي قد تطرح خلال القمة العربية المرتقبة والتي ستستضيفها انواكشوط نهاية الشهرالحاري.
وقال ولد بلال في تدوينة نشرها على صفحته على الفيس بوك إن قمة نواكشوط ينبغي أن تكون "قمة تسويات ناعمة لا قمة قرارات صادمة" وذلك من خلال الحيلولة دون استصدار قرار يمهد لمطالبة الأمم المتحدة بالعمل تحت البند السابع والتدخل العسكري في اليمن وسوريا وليبيا.
وفيما يلي نص التدوينة:
نصيحتي للقمة،
بحسب ما تداولته بعض الصحف و المواقع، فإن جهات عربية وازنة تعتزم طرح موضوع "القوة العربية المشتركة ضد الإرهاب" لإحراز تقدم و إنجاز شيءٍ ما على الأرض بهذا المعنى في قمة انواكشوط. وقيل أيضا بأن الجهات نفسها ربما تسعى إلى استصدار قرارٍ يمهد لمطالبة الأمم المتحدة بالعمل تحت البند السابع الذي يتيح لمجلس الأمن استخدام القوة العسكرية لتنفيذ قراراته المتعلقة بملفات المنطقة. وهو ما يفتح الباب أمام غزو محتمل لسوريا واليمن وليبيا...
ونظرا إلى خطورة هذه المواضيع على حاضر وعلى مستقبل بلدنا كبلد مضيف، فإني أتمنّى على الحكومة الموريتانية أن تعمل على تفادي مثل هذه القرارات، وأن تنأى بنفسها عن النزاعات والحروب بين الأشقاء. نعم، أتمنّى صراحة أن تكون قمتــنا "قمة تسوياتٍ ناعِمة"...لا "قمة قراراتٍ صادمة"، برجاء ألاّ يرتبط إسم انواكشوط بقرارات أو إجراءات عدائية أو عدوانية ضد هذا الطرف أو ذاك في دائرة الأسرة العربية الواحدة. حذاري من الوقوع في فخ "الكبــار".. إن الدور الطبيعي لبلد بحجم بلدنا وموقعه الجيوسياسي يقتضي ضرورةً السهر على تضييق الهوة بين الأشقاء بدل توسيعها، و تضميد الجروح بدل تعميقها.
و بناء عليه، أنصح بأن:
- تركز قمة انواكشوط على تصويب البوصلة باتجاه القضايا الأساسية التي هي محل إجماع، مثل قضية فلسطين والأقصى والحيلولة دون تمييعها وتذويبها في قضية "صد المد الشيعي"، ومحاربة "الإسلاموفوبيا" التي بدأت تنتشر بشكل مخيف، وإعادة الروح إلى المبادرة العربية، والنظر في المبادرة الفرنسية المطروحة حاليا، ومحاربة الإرهاب بمعناه الصحيح، وخطر الهجرة، ودفع التعاون العربي الإفريقي، إلخ...
- يتم انتخاب الأمين العام الجديد للجامعة، والبت في الملفات الإدارية المتعلقة بآليات العمل العربي المشترك والقضايا المالية، والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة، مثل ربط الموانئ، والسكك الحديدية، والخطوط الكهربائية، ومحاربة البطالة في صفوف الشباب، وترقية المرأة، ومحاربة الهجرة السرية، والمخدرات، إلخ...
- تتصدر حكومتنا عملا عربيا مؤازرا ومكملا لجهود الأمم المتحدة في البحث عن التهدئة والتسوية في سوريا واليمن وليبيا، خاصة وأنّ موريتانيا محظوظة كونها حتى الآن تُحسب من الدول العربية القليلة القادرة دبلوماسيا على مخاطبة كل الأطراف المؤثرة في النزاعات المعنية عبر سفاراتها في انواكشوط، أعني السعودية، وإيران، وتركيا، ومصر، وسوريا، واليمن، وليبيا، بالإضافة طبعا إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
و الله ولي التوفيق،
محمد فال ولد بلاّل