في إطار الأنشطة المخلدة للذكرى الـ 54 لعيد الاستقلال الوطني ، نظم قسم اتحاد قوى التقدم في مقطع لحجار حفلا كبيرا يوم 28 نوفمبر ، حضره العديد من مناضلي الحزب والمهتمين بالشأن السياسي في المقاطعة.
الحفل افتتحه أمين القسم د. الشيخ ولد أعباده ولد عبدي ، بكلمة رحب فيها بالحضور وهنأهم بمناسبة عيد الاستقلال الوطني ، متمنيا أن يعيده الله على الشعب الموريتاني بالتقدم والرقي والازدهار ومعلنا افتتاح هذا الحفل الذي أراد من خلاله قسم اتحاد قوى التقدم في مقطع لحجار ، مشاركة الموريتانيين أفراحهم بهذه المناسبة السعيدة وتسليط الضوء على بعض المحطات التاريخية البارزة للبلاد .
الحاضرون استمعوا بعد ذلك مباشرة إلى نشيد الحزب الذي يشيد بنضاله ويرفع من شأن القيم الكبرى للشعب الموريتاني ، قبل أن يتناول الكلام عضو المكتب التنفيذي والأمين الوطني المكلف بالعلاقات السياسية د. محمدو الناجي ولد محمد أحمد ، الذي قدم بسطا تاريخيا عن نشأة الدولة الموريتانية منذ أن كانت تسمى الأرض السائبة عند البعض. وعندما كانت تتنازعها إمارات أربع (إمارة إدوعيش في تكانت ، إمارة اترارزه ، إمارة البراكنه وإمارة أحيا ولد عثمان في آدرار ) ثم أشاد د. محمدو الناجي ببطولات المقاومين ضد الاستعمار الذي حاول الدخول إلى موريتانيا سنة 1903 تقريبا ،
وذكر من بينهم على وجه الخصوص ، الأمير بكار ولد اسويد احمد والأمير سيد احمد ولد أحمد العيده والشيخ الكبير ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل والبطل ولد عساس والشهيد سيدي ولد مولاي الزين ، الذي جاء من آدرار إلى تجكجه ، مضحيا بنفسه ليقضي على كبولاني ، قائد الحملة الاستعمارية في موريتانيا .وما تلا ذلك من بطولات سطرها المقاومون بدمائهم الزكية ، في معارك ضارية كبدوا خلالها المستعمر خسائر مادية وبشرية كبيرة كقتلهم النقيب مانجيه الذي كان سكان تجكجه يلقبونه (بودرس).
وغيره من ضباط وجنود المستعمر. وأضاف د. محمدو الناجي ، أنه إذا كان هناك مقاومون بالسلاح ، فإن المقاومين بالثقافة كان لهم دورهم البارز .
كل ذلك مكن من إبراز هوية الشعب الموريتاني والقى الضوء على خصوصيته. مشيرا إلى أن الشخصيات التي اختارت أن تداهن المستعمر وتعقد معه الاتفاقيات ، مثل الشخ باب ولد الشيخ سيديا والشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل ، أخي الشيخ ماء العينين. كانت لها قراءتها التي أملاها الوضع الأمني القلق والفوضى السائدة في البلاد ، خاصة أن دخول المستعمر للبلاد أصبح أمرا حتميا ، بعد احتلاله السنغال ومالي والجزائر والعلاقة القوية التي تربطه بالمغرب ، مما جعل فرنسا تبدو مصممة على ردم الهوة بين مستعمراتها ووصل بعضها ببعض. وقال إن الموقف الذي اتخذه هؤلاء ،
يعد السبيل - ربما الوحيد - إلى قيام دولة مركزية عصرية . مضيفا أننا لو افترضنا أن إمارة إدوعيش كان بإمكانها التغلب على الامارات الأخرى ، لتكون مشروع الدولة المركزية ، فإن ذلك لا بد أن يأخذ وقتا طويلا ويسكب من الدماء الأخوية ما نحن في غنى عنه. مع أن كل حرب لا تنتهي غالبا إلا بمفاوضات وعقد اتفاقيات. بعد ذلك ركز د. محمدو الناجي على أن الاستقلال لم يعط بعد ثماره ، وأن ما كان الشعب الموريتاني يطمح إليه ، بعيد مما هو قائم الآن ، مقارنا بين الإمكانات الهائلة التي حبا الله بها البلاد (معادن نفيسة - شواطئ غنية - ثروة حيوانية كبيرة - أراضي زراعية شاسعة) وبين الحالة المزرية تعيشها حاليا.
عازيا الأمر إلى سوء التسيير وغياب القيادات النيرة ، خاصة منذ توالي الانقلابات العسكرية التي لم تبق ولم تذر. ولو أحسنت التصرف في خيراتنا ، لكنا نعيش في رغد العيش. المداخلة التالية كانت مع د. حبيب ولد العيل ، الذي أكد في مستهلها على ما ورد في مداخلة د. محمدو الناجي ، قبل أن ينتقل إلى الحث على الوحدة الوطنية المهددة حاليا ، مؤكدا على أهميتها باعتبارها ضمان الاستقرار وأمل الأزدهار.
أما الشاب يوسف ولد محمد أحمد ، فقد أشاد في مداخلته بالنضال الكبير وطويل النفس الذي قامت به الحركة الوطنية الديمقراطية وعلى خطاها اتحاد قوى التقدم ، داعيا إلى رص الصفوف ونبذ الخلافات الخطيرة على مستقبلنا.
وفي الأخير اختتم الاحتفال بقراءات شعرية ، فصيحة وعامية ، تستحضر النضال الذي قام به الموريتانيون قبل الاستقلال وبعده .
أمانة الإعلام .