ديبي / عزيز

خميس, 2016-08-11 00:23
أبو العباس ابرهام

في نجامينا توّفرت فرصة للجنرال عزيز، المهموم بالبقاء في الكرسي، ولكن المحاصر بالإرادة الشعبيّة والدولية زعماً وبالقَسَم الدستوري (مع أنّه وصل للسلطة بنكث قسمه القانوني وبانقلاب على الدستور، بل وبتعليقه) وربّما بالمؤسّسة العسكرية، المُصطفة على طابور الحكم. وقد بعثَ الله غراباً للجنرال عزيز اسمه إدريس ديبي. فرئيس تشاد يُرشِّحُ نفسه كيفما يشاء. وهو الآن في ولايتِه الخامسة.

وقد حُشِرَ لديبي مؤيدوه بمن فيهم فرنسا، الأم الاستعمارية. وقد أرادت فرنسا، التي أوفدت لمراسيم تنصيب ديبي وزير دفاعها، أن تقولَ إن بقاء ديبي في الحكم خلافاً للأدبيات الديمقراطية، هو أمرٌ تقبله فرنسا لأغراضٍ عسكرية (ذلك أنّ ديبي، مثله مثل الجنرال عزيز، حامي ثغور أوروبا من خطِّ دفاعها الثاني في شمال منطقة الساحل). وكانت هذه فرصة رمزية لا يمكنُ تفويتها. وشحَن الجنرال عزيز نفسه وزير خارجيته، إضافةً إلى شخصيات يُقال بأنها مهمة إلى نجامينا. هنالك لم يستطِع إخفاء ابتسامته، وإن كان يشرد من حينٍ لآخر في أحلام اليقظة.

وكان ديبي قد حاول توريث الحكم لابنه، إبراهيم ديبي، بعد أن قوّاه. فقد درّسه في جامعة غربية كبيرة، هي جامعة أوتاوا بكندا، وتخرّج بديبلوم (طبعاً من البيزنس أدمنسترايش التافهة). وقد حصل ابراهيم على صفقات هامّة في الدولة، وإن بوكلاء ووسطاء. وقد باعَ للدولة خدمات رديئة، ولكن باهظة. وكان يتنفّذ باطِّراد. أما في مجاله الخاص فكاناً عربيداً داعراً. وقد أمسِكَ في فرنسا في قضايا المخدرات وحيازة السلاح. وفي 2007 مات إبراهيم في حادثٍ غامضٍ في فرنسا.

أجهضت الأقدار أحلام ديبي. وبالتالي فلم يبقَ أمامه غير أمرِّ الأمرين وهو الالتفات على المبادئ الديمقراطية وفرض نفسه طاغية مدى الحياة. وهو هنالك بدون وازع أخلاقي، ولكن بدعمٍ فرنسي.

نقلا عن صفحة الكاتب