تباين بالجزائر إزاء "إقامة" قاعدة أميركية بالنيجر

سبت, 2016-10-15 00:01

تبانيت القراءات في الجزائر لتأثيرات أنباء تحدثت عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية لطائرات مسيرةفي النيجر، بين من رأى أنها تهديد مباشر للأمن القومي الجزائري، ومن اعتبرها فرصة للجزائر لمواصلة الحرب على "الإرهاب" ومنع التنظيمات "الإرهابية" من التسلل إلى أراضيها.

ورغم أن السلطات الجزائرية لم تعلق رسميا على إمكانية إقامة القاعدة في منطقة أغاديس بالنيجر على بعد نحو 500 كلم من الحدود الجزائرية، فإنها سارعت إلى عقد لقاء بين محافظي ولايتي تمنراست وإليزي الجزائريتين مع محافظي أغاديس وطاوة من دولة النيجر، خلص إلى اعتماد وثيقة عمل "تسهم في توطيد العلاقات بين الشعبين بمختلف المجالات".

وبالرغم من أن السعي الأميركي للتواجد في منطقة الساحل الأفريقي يرجع إلى فترة الحرب الباردة، فإنه ازداد بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث أطلقت واشنطن في هذا السياق عدة مبادرات.

ومن بين ذلك، مبادرة مواجهة الأزمات الأفريقية والشراكة الأميركية الأفريقية العابرة للصحراء لمكافحة الإرهاب في الساحل، وأيضا البرنامج العالمي للتكوين والتدريب العسكري "إيميت"، كما تملك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية جوية في جيبوتي وقاعدة عسكرية جوية في مدينة أغاديس بالنيجر.

 

امتعاض جزائري
ويرجح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر علي ربيج أن يكون إنشاء القاعدة الأميركية جاء بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بإمكانية استقرار تنظيم الدولة في الجزائر بعد انسحابه منليبيا، "مما قد يهدد المصالح الأميركية في جنوب الجزائر ولا سيما في المناطق النفطية".

ولا يستبعد ربيج -في حديثه للجزيرة نت- أن تلجأ الولايات المتحدة مستقبلا إلى بناء قاعدة عسكرية جوية في النيجر على غرار قاعدة أنجرليك التركية، مغلبا فكرة أن تكون النيجر قد وقعت اتفاقية سرية مع واشنطن لاستضافة مقر قيادة أفريكوم "التي سبق أن رفضتها الجزائر".

كما يعتقد أن إقامة القاعدة الجوية "سيتسبب في امتعاض السلطات الجزائرية وفي توتر العلاقات بين البلدين"، خصوصا أن الإعلان جاء في فترة صعبة تمر بها المنطقة بسبب الأزمة في ليبيا.

ويؤكد الكاتب الصحفي فيصل حشاش -للجزيرة نت- أن إنشاء قاعدة عسكرية بالنيجر هو امتداد لمحاولات أميركية سابقة لنقل مقر قيادة أفريكوم إلى الجزائر.

ويضيف حشاش أن النيجر لا يمكن أن تغامر بعلاقاتها مع الجزائر "التي  تتلقى منها مساعدات دائمة"، خاصة أن السلطات الجزائرية  ترفض التدخل الأجنبي "لأنها ترى أن مشاكل أفريقياالأمنية يجب أن تحل داخل البيت الأفريقي".

 

وخلص الكاتب إلى أن السعي الأميركي إلى إقامة قواعد عسكرية "إنما هو من أجل السيطرة على مصادر الطاقة سواء النفط أو اليورانيوم، ولقطع الطريق أمام توغل الصين".

 

أمر واقع
في المقابل، يدعو مدير صحيفة الجزائر أحسن إخلاص إلى ضرورة تعاطي الجزائر مع ذلك كأمر واقع، "من منطلق انخراطها في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب".

ويؤكد إخلاص للجزيرة نت أن الجزائر فرضت عليها حرب استنزاف على حدودها الجنوبية الشرقية لا أحد يعلم متى ستتوقف، لذلك فإن انخراط القوى العظمى في صد الهجمات الإرهابية المحتملة "محمود مبدئيا إذا لم يتخذ ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية واستباحة الأجواء الجزائرية".

 

من جهته، يرى الكاتب الصحفي عثمان لحياني أن تواجد القواعد العسكرية الأجنبية في المنطقة "ليس أمرا جديدا"، فهناك قواعد فرنسية موجودة بشكل فعلي في النيجر.

ويشير لحياني للجزيرة نت إلى أن الأهم للجزائر هو الحفاظ على مسافات آمنة على حدودها، مستبعدا انتقال عناصر تنظيم الدولة إلى المنطقة الجغرافية بين الجزائر ودول مثل النيجر ومالي"لأنها منطقة معروفة بتواجد القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات أخرى فيها لا توالي تنظيم الدولة".

 

المصدر : الجزيرة