​"الصحراء" تنشر الجزء الثاني والأخير من سرد عبدو ديوف لأحداث 89​

أربعاء, 2014-12-10 09:21
غلاف مذكرات عبدو ديوف

(2)

كان سنغاليون كثر يتحدثوا إلي ويدعوني لإعلان السنغال الحرب على موريتانيا، لكني لم أستسلم لتلك الدعوات؛ لأني أدرك أنه عندما تنطلق الحرب فإن أحد لا يمكن أن يحدد نهايتها.

لذلك سعيت دائما إلى تجنب الحرب مع موريتانيا في تلك الحقبة، كما أن الحرب لم تكن ملائمة للسنغال، لقد كانت القوات المسلحة الموريتانية أفضل تسليحا من السنغالية.

لقد زود صدام حسين موريتانيا بصواريخ قادرة على تدمير سينلوي وداكار وكانت ستطلق عندما تتحرك السنغال؛ وقد نقل معلومات الدعم العراقي لموريتانيا السفير ماصمبا ساري نقلا عن سفير العراق في باريس.

هذا الأخير قال في لقاء في العاصمة الفرنسية باريس إنه يأسف لما وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين، لكنه أردف أنه في حالة وصول الموقف إلى حرب فإن العراق ستقف في صف موريتانيا، وبرر ذلك بكون موريتانيا تشكل جزء من الأمة العربية.

لم يكن دعم العراق لموريتانيا قائما على أساس الدين بل على أساس أيدولوجية حزب البعث التي هي القومية العربية، لقد كان حزب صدام حسين علمانيا، ولذلك فقد ارتكب الأمريكان خطأ عندما اعتقدوا بإمكان تحالفه مع القاعدة.

في هذا الجو من الصراع الإقليمي انعقدت القمة الفرانكفونية الثالثة لأول مرة على أرض إفريقية في داكار من 24-26 مايو 1989؛ ورغم النزاع الموريتاني السنغالي فإن تنظيم القمة كان ناجحا، حيث عبأ دفتر الشروط الذي وضع، وأذكر أني وصفت القمة في خطاب الافتتاح بأنها توطيد وتوسيع ونضج وتجذير لحضور المنظمة في القارة؛ حضر 41 رئيس دولة ورئيس حكومة.

وكانت اللحظة القوية في القمة هي إعلان الرئيس الفرنسي ميتران عن محو ديون 35 دولة إفريقية. وقد طرحت قضايا عديدة على القمة. (...). غير أن الشقاق بين السنغال وموريتانيا قد غاب عن القمة، إلا أني أكدت أمام كل الوفود على إرادة السنغال للحوار.

مذكرات الرئيس السنغالي الأسبق عبدو ديوف، ص 219-220

ترجمة مركز الصحراء