بعد ما يليق بكم من التحية و التقدير و الحب ، أكتب إليكم هذه الأحرف الصادقة القليلة قبل زيارة ولد عبد العزيز لكم :
أنتم قوم تعودتم على مكابدة ظروف الحياة الصعبة فنحتتم الجبال و زرعتم الأودية الجرداء و حفرتم الصخور الصماء و فجرتم العيون و سقيتم العابر و المقيم و أحلتم تلك الطبيعة الغاضبة إلى صديقة ودود طائعة فضرب المثل بواحاتكم الجميلة الفسيحة و تموركم الطيبة و كرمكم الحاتمي. و كُنتُم محل نسيان و إهمال من السلطات المتعاقبة و عقاب و حرمان من هذا النظام بالذات ، و تعودتم في ما مضى على الاعتماد على أنفسكم و على جهد سواعدكم و حسن تدبيركم و قد أكبرنا فيكم عزة نفس لا يعرفها إلا من تعود على الاعتماد على ربه و جهده و تدبيره ، لذلك نطلب منكم أن لا تكسروا خواطرنا بالتملق لهذا الرجل الذي أحال بلادكم إلى دولة فاشلة و ولايتكم إلى ولاية جائعة محرومة و مهمشة و أحال أطركم إلى عاطلين عن العمل و جعل رجال أعمالكم رجال أعمال مستهدفين يسعى لتفقيرهم و الإجهاز عليهم.
يا أهل شنقيط لا تنسو أنكم لا يوجد فيكم مشروع واحد و ليس من بين سكان مدينتكم من يتقاضى راتبا واحدا و لا تتناسو أنكم جيش من المحرومين و العاطلين عن العمل و أن الدولة تهملكم إهمالا تاما و أن الطريق الرابط بين مدينتكم التاريخية التي تعتبر قلب البلاد الثقافي النابض و مدينة أطار لم تجد من يعبدها أو يلتفت إليها رغم أنها لا تتعدى ثمانين كيلومترا ، و لا تنسو أن أطركم مهمشون و أنكم بفعل هذا النظام أصبحتم خارج دائرة الفعل ، لذلك ألتمس منكم أن تستقبلوا ولد عبد العزيز بما هو أهل له من الصدود و الإعراض و أن تسردوا له الحقائق في مداخلات أطركم و أن تطالبوه بالرحيل كنتيجة لتلك الحقائق الدامغة و المؤسفة.
و لا تنسو أحبتي أن كل وعود الجنرال هباء و أنه لن يعدكم آلا غرورا.
نقلا عن صفحة الكاتبه