إسرائيل تتفوق عسكريا ومواطنوها يزدادون فقرا

سبت, 2016-12-24 17:40

تسعى إسرائيل لتحقيق المزيد من التفوق العسكري في الشرق الأوسط مع تسلّمها مؤخرا أول شحنة من طائرات "أف-35" الخمسين التي اشترتها من شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وتتميز طائرة الشبح الجديدة بقدرتها على مساعدة الطيارين في تجنب أنظمة الصواريخ المطورة، وتستطيع حمل مجموعة من الأسلحة بسرعة فائقة تبلغ نحو 1900 كلم/ساعة.

وبرر القادة الإسرائيليون شراء تلك الطائرات بتهديد قد يصدر عن إيران، وتصل قيمة الواحدة منها  110 ملايين دولار.

وبينما تتفوق إسرائيل في الجو وتحلق عاليا بصفقات الأسلحة المتتالية، يعاني على الأرض نحو 2.5 مليون من الفقر، بينهم مليون قاصر، حسب آخر المعطيات التي نشرتها منظمة "لاتيت" لمحاربة الفقر. وتبين أن 29% من المواطنين في إسرائيل يعيشون في ظل الفقر والحاجة.

ونشرت المنظمة معطياتها الأخيرة بالتزامن مع نشر مؤسسة التأمين الرسمية تقرير الفقر الذي تعترف فيه بأن 19.5% فقط من الإسرائيليين يعيشون تحت خط الفقر، وأن إسرائيل تحتل المرتبة الأولى في الفقر من بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وحسب تقرير مؤسسة التأمين، فإنه بينما تراجعت نسبة الفقر لدى جمهور المتدينين اليهود "الحريديم" من 54% إلى 49%، تفاقمت نسبة الفقر بين صفوف فلسطينيي 1948 وارتفعت من 52% إلى 53.3%.

 

معطيات جديدة:
وفي قراءته للمعطيات الجديدة، قال المدير العام لجمعية الجليل للأبحاث بكر عواودة إن معظم الفلسطينيين في مناطق عام 1948 يعيشون في أطراف المدن لا في مراكزها، وبالتالي لا تحظى البلدات العربية باهتمام حكومي في مجال الاستثمارات.

ويختلف فقر هؤلاء عن طبيعة فقر اليهود "الحريديم" الذين لا يعملون بطبيعة الحال وتقتصر حياتهم على دراسة التوراة، فهم يصنفون كفقراء ولكن باختيارهم.

وأضاف عواودة في حديث للجزيرة نت أن الفوارق والفجوات في إسرائيل واضحة، فاليهود الذين يعيشون في أطراف المدن يعانون من فوارق بينهم وبين أولئك الذين يعيشون في مراكزها.

وعند مقارنة هؤلاء المهمشين بالفلسطينيين في إسرائيل فإن اليهود يتفوقون على العرب في المجال الصحي والتعليمي، لأن الفلسطينيين يعيشون في هوامش جغرافية، بالإضافة إلى تهميشهم الاجتماعي والإثني حيث لا تنظر إسرائيل إلى احتياجاتهم بتاتا عندما تقرر السياسات المختلفة.

وأكد عواودة أن تفاقم الفقر في المجتمع العربي أثر بشكل سلبي على الصحة والحياة الاجتماعية، كما أدى إلى ازدياد العنف.

ووفقا للأبحاث التي قامت بها جمعية الجليل منذ العام 2004، لوحظ تضاعف نسبة الأمراض المزمنة لدى الفلسطينيين في الداخل المحتل خلال السنوات العشر الماضية.

 

وضع مترد:
وتابع عواودة أن "الوضع الاقتصادي المتردي للعائلات الفلسطينية الناتج عن الدخل الشحيح، أدى إلى تراجع اهتمام هذه العائلات بالصحة، وبالتالي فإن المتابعة الطبية والعلاج ليسا على سلم أولوياتها".

بدوره، قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصالحة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما زال  يثبت حتى الآن أنه أمهر القادة الإسرائيليين من ناحية إقناع شرائح المجتمع -المتباينة في ظروف عيشها وتحصيلها الاقتصادي- بأولوية التفوق العسكري، ولو كان على حساب القطاعات الأخرى.

وأضاف مصالحة أن قيمة صفقة شراء طائرات الشبح كفيلة بحل مشكلة الفقر، ومع ذلك فإنالأغلبية المتضررة اقتصاديا واجتماعيا هي التي تدعم نتنياهو سياسيا وتمنحه الثقة في الانتخابات،  لما له من تأثير وسيطرة على أذهانهم ومشاعرهم عبر الترهيب من الأعداء.

يذكر أن اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي أقرت مؤخرا بالقراءة الثانية والثالثة مشروع موازنة العامين الماليين المقبلين. وتبلغ قيمة موازنة إسرائيل لعام 2017 أكثر من 446.8 مليار شيكل (نحو 117 مليار دولار)، في حين تبلغ ميزانية العام 2018 قرابة 460 مليار شيكل.

وتخوض مؤسسات وشخصيات اجتماعية وأعضاء كنيست نقاشات عميقة حاليا حول الموازنة التي لا تعطي في العامين المقبلين أولوية للتنمية والصحة والتعليم.

 

المصدر : الجزيرة