هل تعمق تصريحات شباط أزمة تشكيل حكومة المغرب؟

خميس, 2016-12-29 11:04

ينتظر متابعو الشأن السياسي المغربي ومسار مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة نتائج الزيارة الرسمية التي أداها اليوم رئيس الحكومة المغربية المكلف عبد الإله بنكيران إلى موريتانيا للقاء رئيسهامحمد ولد عبد العزيز، على خلفية تصريحات الأمين العام لـحزب الاستقلال حميد شباط السبت  الماضي، التي فهم منها أنه يعتبر "موريتانيا جزءا من المغرب".

 

وتساءل مراقبون عما إذا كان السجال السياسي الذي أثارته تصريحات شباط سيستغل للضغط عليه لاستبعاده من التشكيلة الحكومية المرتقبة، خصوصا بعد بيان الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي الذي كذب تصريحات أخرى متزامنة لحميد شباط بشأن ظروف تشكيل حكومة 20122.

 

وسارع العديد من المحللين إلى الإقرار بصعوبة موقف زعيم حزب الاستقلال، واعتبروا تصريحاته هدية ثمينة لحزب التجمع الوطني للأحرار ليتمسك بشرط إبعاد مشاركة حزب شباط في الحكومة  المرتقبة.

 

وتوقع أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش الحسين اعبوشي "استجابة حزب  العدالة والتنمية لمطلب حزب الأحرار، بعد تصريحات شباط التي عقدت وضعه ووضع حزبه بشكل أكبر".

في المقابل، اعتبر أستاذ السوسيولوجيا السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء مصطفى  يحياوي أن "تصريحات شباط ستساهم في تيسير التفاوض وتقريب وجهات النظر بين بنكيران وزعيم حزب الأحرار عزيز أخنوش".

وعزا يحياوي سبب اعتراض حزب الأحرار إلى وجود شباط أو المحسوبين عليه في التشكيلة الوزارية المقبلة "إلى الميول الصدامية والخرجات غير المتحفظة التي طبعت مسار قيادته لحزب الاستقلال".

 

 

جدل تشكيل الحكومة:
وعلى عكس ذلك، اعتبر الباحث المغربي في العلوم السياسية عز الدين العزماني أن السجال السياسي "لا يرتبط فقط باستهداف شباط ومحاولة التأثير على بنكيران لإبعاده من الحكومة المرتقبة".

ويرى العزماني أن للأمر صلة بـ"جدل تشكيل الحكومة وبموازين القوى السياسية بين الدولة والأحزاب السياسية التي أعلنت تحالفها مع حزب العدالة والتنمية، في سياق التفاوض السياسي حول تشكيل الحكومة". 

ويضيف الباحث أن "محاولة تأطير شروط تشكيل الحكومة الجديدة والتأثير على مواقف النخبة الحزبية الداعمة لبنكيران وذلك بربطها بسياق دولي وإقليمي معقد وخلق الاعتقاد بأن هناك مصالح عليا للدولة أهم من احترام الإرادة الانتخابية للمواطنين، التي يتشبث بها بنكيران والمتحالفون معه".

ويرى متابعون أن تصريحات شباط وضعت بنكيران في موقف محرج، من ناحية "إقناع حزب الأحرار وبقية الأحزاب المعنية بالمشاورات، بإشراك حزب الاستقلال في التشكيلة الوزارية المقبلة".

وأبدى بنكيران في الجولة الأولى للمشاورات تمسكه الشديد بحزب الاستقلال في تشكيلة الحكومة، في الوقت الذي يشترط فيه حزب التجمع الوطني للأحرار ألا يكون الاستقلال في الحكومة ليشارك فيها، وهو الموقف الذي سانده فيه حزب الحركة الشعبية.

 

تصريحات مسيئة:
وصرح زعيم حزب الأحرار عزيز أخنوش، عقب لقائه الثلاثاء الماضي بنكيران في إطار جولة جديدة من المفاوضات، بـ"أن بعض التصريحات تسيء إلى العلاقة بين المغرب وجيرانه"، في إشارة إلى تصريحات شباط. وعاد ليؤكد أن "أمثال هؤلاء لا يمكن العمل معهم داخل حكومة واحدة".

ويرى عبوشي أن هذه التطورات ستجعل بنكيران يعيد النظر في التحالفات الأولية، ويستهل مرحلة أخرى على أسس جديدة يمكن أن تساهم في الخروج من حالة "الانسداد" الذي يعرقل توافقات تشكيل الحكومة لأكثر من شهرين.

واعتبر عبوشي أن "توجيهات الملك من خلال مستشاريه عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، ستعطي  لبنكيران فرصة تجاوز الالتزامات المترتبة عن المفاوضات مع كل من حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية".

وأبلغ مستشارو الملك رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران المكلف بإعادة تشكيل الحكومة لولاية ثانية، عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية طبقا للدستور المغربي "حرص الملك على تشكيل  الحكومة الجديدة في أقرب الآجال" وفق تعبير بلاغ مقتضب للديوان الملكي.

وتوقع عبوشي في هذا السياق أن "يقطع رئيس الحكومة مع مسار المفاوضات السابق، للبدء بصيغة أخرى من المفاوضات مع كل الأحزاب السياسية".

 

المصدر : الجزيرة