وافق قادة الاتحاد الأفريقي أمس الاثنين على عودة المغرب إلى المنظمة ليصبح العضو الخامس والخمسين بعد 32 سنة من انسحاب الرباط من الاتحاد، وجاء القرار في جلسة مغلقة في القمة الأفريقية المنعقدة في إثيوبيا، غير أن المصادقة على عودة الرباط تمت دون ربطها بأي قرار بشأن نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وقال الرئيس السنغالي ماكي سال إن نقاشا مطولا خاض فيه القادة الأفارقة بشأن طلب المغرب العودة للاتحاد، ولكن 39 دولة من أصل 54 وافقت على الطلب، مع استمرار نزاع الصحراء الغربية.
وذكر سفير البوليساريو لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي لمين باعلي أن قبول عضوية المغرب في الاتحاد تم مع التأكيد على بقاء جبهة البوليساريو عضوا في الاتحاد، وأضاف أن النقاشات ركزت على ضرورة احترام المغرب لحدود الصحراء الغربية المعترف بها دوليا.
وتعتبر الأمم المتحدة موضوع الصحراء الغربية "قضية متنازعا عليها"، في وقت تعترف بعض الدول الأفريقية فقط بما تسمى الجمهورية الصحراوية.
ترحيب البوليساريو:
ورحب القيادي في جبهة البوليساريو محمد يسلم بيسط بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي، مضيفا أنه يأمل أن يقود هذا الأمر إلى حل لنزاع الصحراء الغربية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر داخل الاتحاد تابع النقاش بشأن طلب المغرب، أن 39 دولة أفريقية أيدت طلب المغرب، في حين عارضته تسع دول كلها في جنوب القارة، وأضاف أن نقاشا دار بشأن النزاع الحدودي، ولكن القرار اتخذ في الأخير بعودة المغرب إلى المنظمة الأفريقية.
ولم تعلق الرباط رسميا على قرار الاتحاد الأفريقي لحد الآن، غير أن أعضاء في بعثة المغرب إلى إثيوبيا رددوا نشيد بلادهم فرحا بالقرار.
وكان المغرب غادر الاتحاد عام 1984 بعدما قبلت أغلبية الدول الأعضاء بمنظمة الوحدة الأفريقية بعضوية جبهة البوليساريو التي تنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء الغربية، والتي ترى فيها الرباط جبهة انفصالية.
التوافق عوض التصويت:
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلا عن وزراء شاركوا في النقاش بشأن الطلب المغربي، أن قادة أفريقيا المجتمعين بأديس أبابا فضلوا الوصول لتوافق بشأن هذا الطلب عوض اللجوء للتصويت كما تنص على ذلك قوانين الاتحاد الأفريقي.
وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح إن كان القرار الأفريقي ليوم أمس مرهونا بشروط تخص مستقبل عضوية جبهة البوليساريو بالاتحاد، فقد سبق للمغرب أن ربط عودته للاتحاد بطرد الجبهة منها قبل أن يتراجع عن هذا الشرط، وقد وقعت الرباط على الميثاق التأسيسي للاتحاد الذي يوجب على الدول الأعضاء احترام سيادة بعضها بعضا.
وذكرت وول ستريت جورنال أن الاتحاد الأفريقي يكون قد ربح بعودة المغرب دولة رئيسية في القارة ستساهم في فك ارتهان الاتحاد لتمويل منظمات دولية مانحة، والاعتماد على مساهمات الدول الأعضاء.
الخارجية والاقتصاد:
بالمقابل، يستعيد المغرب مقعدا في الاتحاد وينهي سياسة الكرسي الفارغ المتبع منذ عقود، وهو ما سيخدم أجندة سياسته الخارجية، التي أصبحت القارة الأفريقية ضمن أولوياتها في السنين الأخيرة، كما أن هذه العودة ستفتح أمام المغرب فرصا استثمارية واسعة في القارة، لا سيما وأن العديد من الشركات والبنوك المغربية لديها استثمارات في عدد من الدول الأفريقية، وهي بصدد توسيعها.
ويرى محللون أن قرار المغرب العودة للاتحاد الأفريقي محكوم برغبة الرباط في إضعاف البوليساريو، فقد كانت الجبهة تستفيد دبلوماسيا من عضويتها في الاتحاد لدحض أطروحة المغرب والدفاع عن أطروحتها بشأن نزاع الصحراء، ودعمتها في ذلك دول أفريقية كبرى مثل الجزائر وجنوب أفريقيا.
ونقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن المجموعة الاستشارية "أن كي أس أفريكين إكونوميز"، ومقرها بجنوب أفريقيا، أن المغرب سيسعى عقب عودته للاتحاد الأفريقي إلى إسقاط عضوية البوليساريو من المنظمة القارية.
المصدر : وكالات,الجزيرة