مناطق آمنة في سوريا بعد ست سنوات من الثورة

أربعاء, 2017-02-08 10:07

عاد الحديث من جديد عن إقامة مناطق آمنة في سوريا بعد ست سنوات من عمر الثورة السورية، وهي أحد المطالب التي نادى بها المتظاهرون السوريون في أيام الحراك السلمي.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال بعد أيام من  تسلمه مقاليد الحكم إن بلاده ستنشئ مناطق آمنة لاستيعاب النازحين السوريين. ووفقا لتقارير إعلامية، فإن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ستضع في غضون ثلاثة أشهر خطة لإنشاء هذه المناطق الآمنة.

وبحسب البيت الأبيض، فإن ترمب اتفق والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي  على دعم وإنشاء مناطق آمنة في سوريا واليمن.

رد النظام السوري كان من خلال وزير خارجيته وليد المعلم، الذي رأى أن أي محاولة لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق يعد عملا غير آمن، ويشكل انتهاكا  للسيادة السورية، ويمكن أن تترتب عليه أعمال خطيرة، حسب تعبيره.

ودعا المعلم جميع السوريين الذين غادروا سوريا إلى الدول المجاورة بسبب الحرب إلى العودة لبلدهم، مؤكدا استعداد دمشق لاستقبالهم وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لهم، على حد قوله.

 

مفاجأة روسيّة:
لكن المفاجئ على ما يبدو كان موقف روسيا من هذه الدعوة الأميركية التي توافقت مع الرؤية التركية؛ فقد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "موسكو  مستعدة لدراسة مبادرة الرئيس ترمب حول المناطق الآمنة بشروط؛ أبرزها أن تتم بموافقة الحكومة السورية ومشاركة الأمم المتحدة".

أما تركيا فقالت إنها ستدرس عن كثب مشروع الرئيس الأميركي لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، أو في الدول المجاورة لها، لاستقبال النازحين السوريين. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إن بلاده اقترحت منذ البداية إنشاء مناطق آمنة.

وأضاف أن مدينة جرابلس بريف حلب "هي المثال الأفضل"، مشيرا الى أن آلاف السوريين يعودون إلى هذه المدينة التي استعادها مقاتلو المعارضة السورية في أغسطس/آب الماضي بدعم من الجيش التركي من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

توزيع المناطق:
المحلل العسكري والإستراتيجي فايز الأسمر قال إن المناطق الآمنة يمكن إقامتها شمالي سوريا وجنوبيها؛ في الشمال على الحدود التركية والشريط الحدودي من عين ديوار إلى إعزاز. ورأى أن منطقة جرابلس-إعزاز التي تتواجد فيها قوات درع الفرات المدعومة من تركيا هي المؤهلة  لإقامة المنطقة الآمنة لمساحتها الواسعة، أما في الجنوب فعلى الحدود مع الأردن.

 

ومن الممكن أيضا أن تكون إحدى المناطق الآمنة في أماكن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خاصة أن معركة الرقةودير الزور اقتربت من طرد تنظيم الدولة منهما، مما  يرجح نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من المدينتين، حسب تعبيره.

فهذه التطورات -كما يقول المحلل السوري- ستفرض على الأميركيين أن يزيدوا قواتهم الجوية في قاعدة "إنغرليك" التركية لحراسة تلك المناطق جويا، بالإضافة إلى نشر منظومات دفاع جوي متطورة في الدول القريبة من مناطق الحماية.

ويضيف الأسمر في حديثه للجزيرة نت أن روسيا كانت تعارض مثل هذه مناطق خشية تحولها لمراكز انطلاق لإسقاط النظام السوري، لكنها باتت الآن مقتنعة بأن أميركا لا تريد إسقاط بشار الأسد، واستدل الأسمر بقول ترمب خلال حملته الانتخابية "أنا لا أحب الأسد ولكنه يقاتل داعش".

بدوره، رأى المحلل السياسي حسام محمد أن المناطق الآمنة ستتشكل بعيد اتفاق أميركي روسي، وقال إن موافقة موسكو ستلغي أي دور للأسد، خاصة أن النظام السوري سيحافظ على مناطقه في مراكز المدن، وبالتالي ستكون المناطق الآمنة في ريف حلب (شمالي سوريا) بعد إنهاء وجود تنظيم الدولة في مدينة الباب ومحيطها، وفي جنوبي سوريا ستكون درعا مركز المنطقة الآمنة  وصولا إلى ريف القنيطرة.

 

المصدر : الجزيرة