الجزائر تجري تدريبات لجيشها على حدودها مع تونس وليبيا

أحد, 2014-12-21 00:17
الجيش الجزائري

أنهت هيئة العمليات دائرة الاستعمال والتحضير في الجيش الجزائري برنامج التدريبات والتمارين القتالية والمناورات لعام 2014. وكشف مصدر عليم أن برنامج التدريب والمناورات والعمليات التعبوية للجيش الجزائري بفروعه الجوية والبرية، ركز على التعامل مع تهديد يأتي من الشرق، من الحدود مع ليبيا ومع تونس.

 جسد برنامج التدريب والمناورات والتمارين القتالية للقوات البرية والجوية في الجيش الجزائري قرار التغيير الجذري الذي أحدثته الحرب الأهلية في ليبيا على العقيدة القتالية للجيش الوطني الشعبي، والتي تغيرت عام 2011 من اعتبار الحدود الغربية الأكثر عرضة للتهديد إلى اعتبار الحدود الشرقية مع الجارة ليبيا ثم مع تونس الأكثر أهمية.

وتتضمن العقيدة القتالية الأوليات والضرورات الأمنية التي يجب على الجيش التكفل بها. وكشف مصدر عليم أن 3 مناورات من أصل 4 تم تنظيمها عام 2014 شملت عمليات تصد لجماعات مسلحة منظمة وليس لجيوش نظامية، وهو السيناريو الذي تتوقع هيئة أركان الجيش وقوعه في حالة تفاقم الأوضاع في الجبهة مع ليبيا أو على الحدود مع تونس. وتم في العامين الأخيرين تعديل طرق تدريب وأساليب إجراء التمارين القتالية في وحدات الجيش الوطني الشعبي، وكان رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قد أشرف، قبل أيام، على تمرين قتالي نفذته قوات خاصة من الجيش، في حقل رماية بصحراء ولاية بسكرة، يحاكي عملية مطاردة جماعة مسلحة تحتجز رهائن وتتنقل بهم في الصحراء.

وشارك في العملية نخبة القوات الخاصة، وهي مغاوير المظليين والأفواج 12 و18 و104 للقوات الخاصة، في عملية تحاكي مواجهة جماعات مسلحة تتسلل عبر الصحراء وتختطف مدنيين.
ونقل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول أحمد ڤايد صالح، لقيادات في الجيش، أثناء اجتماع مطول تواصل عدة ساعات، تحذيرا من تزايد احتمال تسلل مسلحين تابعين لتنظيمات سلفية جهادية موالية لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى الجزائر، عبر الحدود مع ليبيا، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في الجزائر. وتبادلت دول عدة مجاورة لليبيا تحذيرا من احتمال تسلل مسلحين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من ليبيا إلى دول الجوار، من أجل تنفيذ عمليات اختطاف تستهدف أجانب من دول غربية، أو تنفيذ اعتداءات كبيرة نسبيا.

وكشف مصدر أمني رفيع أن رئيس أركان الجيش، الذي مكث 3 أيام في إقليم الناحية العسكرية الرابعة، أبلغ قادة الوحدات العسكرية ومسؤولي أمن الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن والدرك الوطني وحرس الحدود، بفحوى تحذير أمني من احتمال وقوع عمليات تسلل ينفذها عناصر من التنظيمات المسلحة الإسلامية. وأفاد مصدر أمني بأن هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي تنفذ حاليا مجموعة من التمارين التعبوية والمناورات المحدودة، التي تحاكي عمليات قتال واسعة النطاق مع مجموعات مسلحة في الصحراء المفتوحة وفي مناطق صحراوية صخرية، وتحاكي مواجهة الكتائب المسلحة التابعة للتنظيمات السلفية المتشددة الموجودة في ليبيا. وتشمل التدريبات مواجهة مجموعة مسلحة تتنقل على متن سيارات رباعية الدفع مسلحة بصواريخ موجهة ورشاشات ثقيلة.
وتؤكد تدريبات تجريها قوات خاصة في بسكرة أن قيادة الجيش الجزائري تأخذ التهديد الذي يشكله تواجد قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود الجنوبية الشرقية على محمل الجد. كما أن الجيش الجزائري بدأ يعد العدة لاحتمال المواجهة مع الكتائب المسلحة التابعة للتنظيمات السلفية الجهادية في جنوب غرب ليبيا، والتي تضاعف عدد مقاتليها في السنوات الماضية إلى مستوى باتت معه قادرة على مقارعة قوات كبيرة نسبيا. ويشير متابعون للشأن الأمني إلى أن المجموعات المسلحة التابعة للفصائل السلفية الموجودة في ليبيا، لا يمكنها تهديد الحدود الجزائرية بسبب التفوق العسكري الكبير الذي تملكه القوات الجزائرية والقدرات التقنية الكبيرة للجيش، لكن التدريبات هي تحضير ضروري لمواجهة أسوأ الاحتمالات وتأمين الحدود.
وبرمجت هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي مع قيادة القوات الجوية وقياد الدرك الوطني، تدريبات تشارك فيها قوات متخصصة في مكافحة الإرهاب تابعة لقيادة القوات الخاصة وقيادة القوات البرية وقيادة النواحي العسكرية الرابعة، السادسة والثالثة، وقيادة القوات الجوية وقيادة الدرك الوطني. وكشف مصدر عليم أن التدريبات التي بدأ التحضير لها جزئيا منذ شهر نوفمبر الماضي، تتواصل على مدى 6 أشهر، في مواقع وعرة تتشابه مع جبال تسيلي أزجر والصحراء الموجودة على الحدود مع ليبيا وشمال مالي. وكشف مصدر أمني رفيع أن قيادة الجيش غيرت، في العامين الأخيرين، من برامج تدريب العسكريين من ضباط وصف ضباط على مواجهة جماعات مسلحة في الصحراء، وتنفيذ عمليات في الصحراء وظروف القتال ضد العصابات في مناطق مفتوحة وفي مواقع صحراوية جبلية، بالإضافة إلى تدريب كل الطيارين على العمل الطويل في الصحراء.

الخبر الجزائرية