لا يستطيع أحد في موريتانيا أن يكابر اليوم ويتنكر لحجم الخيبة والحسرة والفشل التي خلفتها سياسات الفساد الممنهج من طرف الأنظمة المتعاقبة. الحاضر صعب والمستقبل مجهول ! والشعب مل من نفاق الطبقة السياسية والعسكرية والقبلية والدينية الحاكمة واكتشف خبث دسائسها. وحتى رموز الفساد في البلد يعرفون في قرارة نفوسهم خطورة الوضع الذي أوصلتنا إليه الميزاجية والارتزاق والرداءة في تسيير الشأن العام. ولكن كما يقول الشاعر :
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** ولكن أحلام الرجال تضيق
وعليه، فإني أحاول من خلال السطور التالية المساهمة (ولو بشكل متواضع) في نقاش وطني جاد لانتشال ما يكمن انتشاله قبل فوات الأوان. والله من وراء القصد. إذن للتاريخ وللأجيال القادمة، أقترح على الطبقة السياسية برمتها الاستقالة:
حكومة تكنوقراط محايدة 5 سنوات
صياغة دستور عصري لجمهورية ثانية (تونس، ماليزيا، تركيا أو السنغال نموذجا)
تحييد المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية مع ضمانات كافية
مخطط مارشال لبعث الاقتصاد ( مثلا ثورة زراعية في شمامة، توزيع عادل للأراضي، دعم الصيد التقليدي...)
عدالة انتقالية يشرف عليها المجتمع المدني بعد تنقيته (الحقيقة، العدالة، جبر الضرر، مصالحة وطنية شاملة ونهائية)
تأجيل نقاش الأمور الخلافية 5 سنوات (كالهوية واللغة وملف العبودية والارث الانساني حتى تتجذر هيبة الدولة والفصل بين السلطات...ومعالجة الملفين الأخيرين مرحليا عن طريق آلية العدالة الانتقالية)
خطاب ديني تجديدي تنويري يشرف عليه العلامة والمفكر الإسلامي العالمي عبد الله بن بيه: إعادة صهر كل مؤسسات التوجيه الإسلامي في قالب جديد.
إعلام عمومي قوي ومستقل عن السلطة التنفيذية يراقب الجميع ومؤسس على المعايير المهنية الدولية
إعادة توزيع الثروة (إصلاح نظام الضرائب ومراعاة الملكية في تحديدها)
تجميد أرصدة المفسدين في الخارج واستعادتها إلى الخزينة العامة بعد محاكمات علنية عادلة (العدالة الانتقالية)
فرض حالة الطوارئ مدة سنة لتأمين البلاد وحدودها والقضاء على بؤر الجريمة في المدن الكبرى
استثمارات ضخمة في التعليم (مدرسة جمهورية عصرية اجبارية مجانية جامعة لكل أبناء الشعب، زي موحد)
استثمارات ضخمة في الصحة (نظام تأمين صحي شامل للفقراء، حل لمشكل الدواء)
توفير تسهيلات حقيقية للسكن الاجتماعي ومحاربة المضاربات في سوق العقار.
ثورة ثقافية وفنية في موريتانيا الأعماق لمحو الأمية والقضاء على العقليات البائدة (قبلية، جهوية، عرقية، دجل، شعوذة...) من خلال المسرح والموسيقى والسينما والعمل التطوعي الشبابي
خطة وطنية عاجلة لمحاربة البطالة في صفوف الشباب (استرجاع الأدمغة المهاجرة، فرض راتب أدنى لكل شاب باحث عن عمل مقابل عمل تطوعي لصالح المجتمع والدولة، إصلاح منظومة التكوين المهني...)
يتواصل بحول الله