ملك يدير شعبه عن طريق اسكايب

أحد, 2014-12-21 16:53
سيافاس بانساه ملك قبيلة هو هو

يحكم أحد ملوك القبائل الأفريقية شعبه، المؤلف من 200 ألف نسمة ويقطنون غانا، عبر سكايب. وذلك لأنه عيّن ملكًا لقبيلته وهو في ألمانيا التي قصدها للدراسة في السبعينات وبقي فيها ممتهنًا الغناء والعمل في هندسة السيارات والآلات الزراعية، إلا أنه لم ينس يومًا أفريقيا بل يسعى دائمًا إلى تقديم الخدمات والتنمية الشاملة إلى قبيلته.

إعداد كارل كوسا من بيروت: يحكم رجل يسمّى سيافاس بانساه، وهو أحد ملوك قبائل "هو هو"، أكثر من 200 ألف شخص يعيشون في غانا، في حين يتواجد هو شخصيًا في ألمانيا لعمله هنالك كمغن ومكانيكي، ويدير أمور شعبه من خلال "سكايب".

وقد كان هذا الملك الأفريقي، البالغ من العمر 66 سنة، قد سافر إلى ألمانيا في عام 1970، وذلك من أجل الدراسة، وبعد إنهاء دراسته عقد قرانه بامرأة ألمانية، وقرر البقاء هناك، بعد حصوله على الماجستير في هندسة السيارات والآلات الزراعية، وهو الآن يدير معملًا خاصًا بذلك.

زعيم بالصدفة
وقد أصبح "بانساه" ملكا للقبيلة، بعد وفاة جده في العام 1987، وذلك لأن شقيقه وأباه كانا "عسراويا" اليد، وهو أمر مخالف عن القبيلة، باعتبار أن اليد اليسرى "نجسة"، وبالتالي يمكنها أن تؤدّي إلى الخيانة، ما يجعلها غير صالحة للحكم، والبت في أمور الشعب.

وبعدما عيّن ملكًا للقبيلة، قرر بانساه البقاء في ألمانيا، وحكم قبيلته من على وسائل الاتصال الحديثة، كسكايب، لأنه حسب اعتقاده سيقدم إلى شعبه وهو في ألمانيا أفضل مما سيقدمه إليهم وهو يعيش بينهم.

6 ألبومات
لم يكن بنساه مهتمًا بالدراسة فقط، حيث كان يمارس رياضة الملاكمة فى وقت فراغه، حتى حصل على إحدى البطولات فى عام 1975، وأنتج 6 أسطوانات غنائية، ما جعله من المشاهير.

وعلى الرغم من مسؤولياته الجديدة، قرر بنساه مواصلة العيش في ألمانيا، حيث يرى أن بإمكانه أن يفعل المزيد لمساعدة شعبه من الخارج، وبقي على اتصال منتظم مع عائلته في غانا، التي يزورها بضع مرات في السنة، ويحكم 200 ألف شخص من خلال برنامج الاتصالات الدولية «سكايب»، والمكالمات الهاتفية، حتى إنه يضطر أحيانًا للبقاء إلى وقت متأخر من الليل للبت في النزاعات القبلية.

تنمية شاملة
عن نفسه يقول بانساه إن «الملك هو الرئيس المسؤول عن المجتمع، وهو خادم الأرض، ودوره هو تحقيق الوحدة والتقدم، والتنمية لمجتمعه، وتسوية النزاعات بين الناس، وقد أخذت هذه المسؤولية على عاتقي من أجل رفاهية بلدي».
 
وعلى مر السنين، استطاع بنساه إقامة العديد من المشاريع الداعمة لقبيلته، وبعد فترة وجيزة من تتويجه، أسّس منظمة غير ربحية لجمع الأموال لشعبه، في لودفيجسهافن، كما استطاع، من خلال علاقاته الجيدة مع المزارعين، في إرسال مضخات مياه وأنابيب إلى غانا، لتزويد المنازل بمياه الشرب النقية، كما أرسل أعمدة إنارة، وأشرف على بناء جسر جديد.
 
وكان للملك الأفريقي دور كبير في تجهيز مستشفى القبيلة، التي كانت تعاني من نقص في الأطباء، ولم تكن مجهزة بشكل كاف، ولكنها تحسنت كثيرًا بفضل التبرعات التي جمعها في ألمانيا من المعدات الطبية والكراسي المتحركة وعربات الإسعاف، فضلًا عن تمكنه من إقناع 22 طبيب ألماني بالذهاب إلى القبيلة لعلاج سكانها.
 
سرقة ثمينة
وعمل بنساه على تبديد تحفظات بعض الأوروبيين على أفريقيا، حيث اعتبروه بمثابة وسيط وممثل عن القارة السمراء، فكانوا يطلبون منه المشورة حول السفر، والاتصالات التجارية. وفي عام 2000، تزوج بنساه بصديقته غابرييل، وأنجب 3 أطفال، هم مايكل وكارلو، وكاتارينا.
 
تعرّض الملك الأفريقي، خلال الشهر الجاري، للسرقة، حيث كسر اللصوص نوافذ منزله، وسرقوا العديد من الأشياء الثمينة، والتي من بينها 4 تيجان ذهبية، وزيه الملكي، وسلاسل ذهبية من ورثها من أجداده. وعلى الرغم من أن قيمة المسروقات تبلغ 16 ألف جنيه إسترليني فقط، فهو يقول إنها «أشياء لا تعوّض، ولا تقدر بثمن».

إيلاف