الأزمة الليبية.. مبادرات عديدة ولا حل في الأفق

جمعة, 2017-02-24 11:11

تعددت مبادرات الأطراف الإقليمية بشأن حل الأزمة الليبية دون أن يلوح في الأفق أي حل. ورغم فشل القاهرة في جمع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج باللواء المتقاعد خليفة حفتر، فإن اللجنة المصرية المعنية بشأن الليبي أعلنت عن التوصل لاتفاق يقضي بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير/شباط 2018، مع تشكيل لجنة مشتركة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، للنظر في المواد التي يمكن تعديلها فياتفاق الصخيرات واعتمادها من قبل مجلس  النواب.

يأتي ذلك في حين أعلن وزراء خارجية تونس ومصر والجزائر عن مبادئ عامة لحل الأزمة بليبيا، تجلت في التمسك بالحوار كمخرج وحيد، ورفض الحل العسكري والتدخل الخارجي في ليبيا بأي  شكل من الأشكال، والتعهد بمواصلة الجهود للتوصل إلى تعديلات توافقية على اتفاق الصخيرات.

 

انتخابات رئاسية:
يقول رئيس كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب الليبي خليفة الدغاري: إن المبادرات التي طرحت في القاهرة وتونس لا تصلح كمرتكزات للحل النهائي في ليبيا، وإنما هي أفكار قيلت بصوت مرتفع، مضيفا أنه حتى وإن كانت تستند إلى الاتفاق السياسي فإن الخلافات عميقة بين أطراف الأزمة.

ويطالب الدغاري -في تصريح للجزيرة نت- بتفاصيل دقيقة عما تطرحه تلك المبادرات، خاصة ما أعلنه وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر، بجانب استخدام لغة أكثر وضوحا حتى يتسنى لمجلس النواب النظر فيها واتخاذ ما يلزم.

كما اقترح انتخاب رئيس للدولة بطريق غير مباشر من مجلس النواب، وتوزيع الصلاحيات بشكل عادل، وذلك بعد تفاهم مباشر بين فريق حوار يمثل البرلمان وآخر يمثل المجلس الأعلى للدولة بكامل أعضائه المنتخبين في يوليو/تموز2012.

 

غياب الثقة:
من جهته، يرى المحلل السياسي صلاح الشلوي أن هذه المبادرات الإقليمية تأتي في إطار تحريك مسار اتفاق الصخيرات. ويعتقد أن غياب الثقة بين الدول المعنية بالمسألة الليبية وبين الأطراف المحلية المؤيدة لمبادرة هذه الدولة أو تلك قد عطل من إمكانية الحل.

ويقول الشلوي -في تصريح للجزيرة نت- إن تأخر أولوية الملف الليبي مقارنة بملفات أخرى أكثر سخونة بمنطقة الشرق الأوسط ساهم هو الآخر في تأخير وتعطيل هذه المبادرات، ومثل لذلك بكون الإدارة الأميركية الجديدة أولت الملف الإيراني اهتماما أكثر مع أنه كان على وشك بلوغ الحل شبه النهائي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

ويوضح أن دول مصر وتونس والجزائر ليست معتادة على العمل المشترك، لذا تواجه صعوبات في الملف الليبي المثقل بالتعقيدات، كما أن بعض الأطراف الليبية تتوجس من التدخل الجزائري، وبعضها الآخر لا يثق بالجانب المصري، بينما هناك من يرى منهم أن دور تونس هامشي.

 كما يشير أيضا إلى إمكانية تغيير اهتمامات بعض هذه الدول، فالجزائر مثلا مقبلة في مايو/أيار القادم على انتخابات برلمانية، وهذا ما قد يجعل أهمية ليبيا تتراجع، وفق الشلوي.

 

لا تأثير:
من جانبه، ينفي الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية عبد الله الرفادي أن يكون لما تطرحه الدول الإقليمية تأثير على حل الأزمة وإحلال السلام، طالما أن هناك أطرافا داخل ليبيا تستخدم السلاح كطريق لحل الأزمة.

ويقول الرفادي -في تصريح للجزيرة نت- إن الحوار يجب أن يكون بين الأطراف الحقيقية للأزمة في ليبيا متمثلة بمجلس النواب والمؤتمر الوطني العام، على أساس من اتفاق الصخيرات.

وشكك في نوايا مصر تجاه الأزمة، إذ أنها تؤجج الوضع العسكري والأمني من خلال دعمها لطرف عسكري وسياسي معروف في شرق البلاد، معتقدا أنه لو اتجهت القاهرة إلى الحل السياسي فسيرحب الليبيون بدورها.

 

المصدر : الجزيرة