كلمة ولد أحمد إزيد بيه في القاهرة أمام نظرائه العرب

ثلاثاء, 2017-03-07 16:46

ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إسلكُ ولد أحمد إزيد بيه، كلمة أمام الدورة (147) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقد اليوم بالقاهرة.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي السيد/ عبد القادر مساهل  وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة،

معالي السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية،

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

الحضور الكريم،

في مستهل هذه الكلمة، يسعدني أن أتقدم بخالص التهانئ لأخي معالي الوزير السيد/ عبد القادر مساهل على تولي بلاده رئاسة الدورة العادية  147 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، كما أتقدم بالشكر لمعالي السيد/ خميس الجهيناوي وزير الخارجية للجمهورية التونسية الشقيقة على ما قام به من أداء رفيع طيلة رئاسة الدورة المنصرمة. وأود الترحيب بزميلنا معالي أيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في مجلسنا، متمنيا له  التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، ونهنئ من خلاله  المملكة الأردنية الهاشمية  الشقيقة على استضافة القمة 28 لجامعة الدول العربية، نهاية الشهر الجاري.

ولا يسعني إلا أن أثمن الجهود الطيبة التي اضطلع بها معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ أحمد أبو الغيط وكافةُ موظفي الأمانة العامة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك.  

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

نجتمع اليوم ومنطقتنا العربية تعيش تداعيات الظروف الخاصة التي ألقت بظلالها علىى الأمن والتنمية في بلداننا وشغلت النظام العربي الإقليمي؛ الأمر الذي يستدعي منا مراجعة أسس العلاقات العربية – العربية، ومواجهة التحديات المشتركة برؤية  موحدة من داخل البيت العربي، تنطلق من المسؤولية التاريخية تجاه شعوبنا، وبناء الإنسان العربي وتسليحه بالوعي ضد التهديدات غير التقليدية التي لا يستفيد منها إلا دعاة الفرقة والتطرف  والإرهاب.

ومن جهة أخرى؛ أصبح الارتقاء بالتكامل والاندماج في نظامنا العربي ضرورة لا غنى عنها في مشهد إقليمي سريع التقلبات.

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

تحتل القضية الفلسطينية أهمية قصوى في اهتمامات الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهذا ما يعكسه تشبث بلادنا بالموقف الثابت في هذا المجال، حيث دعونا في كل المناسبات إلى البحث عن حل منصف وقابل للاستمرار  لأشقائنا الفلسطينين؛ استنادا على المرجعيات العربية والدولية ذات الصلة، ومن هنا فإننا نحث على ضرورة التنفيذ الفعلي لقرار مجلس الأمن رقم 2334، القاضي بوقف أعمال الاستيطان غير الشرعية. مع تأكيدنا رفضَ تهويدِ المدينة ومحاولة نزع الطابع العربي الإسلامي عنها، من خلال توسيع الاستيطان في أحيائها العربية، والتضييق على سكانها.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

فيما يخص الأوضاع العربية الراهنة؛ فإننا نؤكد تضامننا مع حكومة الوفاق الوطني ونعرب عن دعمنا لجهود بناء المؤسسات السياسية والأمنية في ليبيا الشقيقة، ونثمن الدور الهام الذي تضطلع به اللجنة الإفريقية رفيعة المستوى الخاصة بليبيا، والنتائج الصادرة عن اجتماعها الأخير بمشاركة دول الجوار الليبي، بتاريخ 27 يناير 2017 بالعاصمة الكونغولية برازافيل، وللتذكير فالدول الأعضاء في اللجنة المذكورة هي: جنوب إفريقيا ،الغابون، أوغندا، الكونغو، إتيوبيا، النيجر وموريتانيا. كما نثمن كافة الجهود ذات الصلة الإقليمية والدولية، خاصة تلك التي تبذلها اترويكا (الأمم المتحدة، الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي).  

  وندعو الأشقاء في سوريا إلى تغليب المصلحة الوطنية واعتماد الحوار سبيلا للخروج بحل يحفظ سلامة ووحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها.

وفيما يعني اليمن الشقيق، نجدد دعمنا للشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وندعو إلى وضع حد لمظاهر الانقسام، وانتهاج سبل الحل السلمي؛ وفقا لإعلان نواكشوط ومبادرات الشركاء الإقليميين والدوليين بهذا الصدد.   

أصحابَ السمو والمعالي والسعادة،

تواصل موريتانيا الاضطلاع بدورها كاملا في منطقة الساحل والصحراء الضطربة، محافظة على الأمن والوئام بين الشعوب المعنية، حيث ساهم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بفعالية في قمة مجموعة دول الساحل الخمس الأخيرة في باماكو، هذه التي تمخضت عن إجراءات عملية هامة، كما ساهم فخامته قبلها في حلحلة الأزمة في غامبيا.

كلي يقين  أن  نتائج اجتماعنا هذا ستشكل مساهمة  نوعية في معالجة العديد من القضايا التي تهمنا جميعا، من خلال مقاربات عملية لتفعيل العمل العربي المشترك؛ خدمة للتطلعات المشروعة  لشعوبنا.    

أشكركم والسلام عليكم