حكي كل صحفي اسمه ، وهذا المساء قدم الرئيس لمحاوريه درسا في تصريف الأفعال، ورسائل سياسية غير مشفرة ، أولها أن جيش قريش أدري بشعاب مكة، قائلا لكل أبناء البلد:
من لم تكنْ أوطانهُ مفخرا لهُ . . . . فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ
ومن كانَ في أوطانهِ حامياً لها . . . . فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ
وقال لأعضاء مجلس الشيوخ لن يغلب عسر يسران، أغلبية حاكمة واستفتاء شعبي أزفت بوارقه، لئن خالفتم في الرمي ، فأنتم ركاب في سفينتنا ، وبوصفي القبطان وحامي الدستور فلن أقبل البتة أن يخرق 33 راكبا ، سفينة تمخر العباب بأكثر من أربعة ملايين نسمة، لهم في ميراث الأرض أزيد من14 قرنا.
تحدث مقبلا إلي عقل الأمة ووجدانها فصدع قائلا للمعارضة الراديكالية : قيمنا ليست قيمكم ، وسياحتنا ليست سياحتكم،والذئاب التي استباحت في الماضي صحراءنا، يخيفها اليوم زئير أسود عريننا.، و لا مكان بين صفوفنا لمن يتاجر بالإساءة إلي نبينا وقدوتنا صلي الله عليه وسلم.، واتركوا العدالة وحدها تأخذ مجراها، وترسو مرساها.
لم يخف الأحمد العزيز تمسكه بصلاحياته ومأموريته الدستورية كاملة ، غير منقوصة، وبأنه جدير وحده ، ودون توجيه من أحد، بأن يقيل من يشاء ، وله أن يختار، ويصرف الفعل مضارعا وأمرا ، وهو يعرف حق المعرفة أجندة قانونيين غير محايدين ، و رؤساء سابقين خدم كل منهم - دون شرح - مصالحه الخاصة.
لم تخب فراسته، وهو يقول إن الأغلبية التي بحوزتنا لن نفرك مؤمنا منها ، ولن نفرط في عقدها الاجتماعي، وقد ولي عهد كان فيه المخالف في الرأي، يسجن أويسام خسفا ، أو يقول كنا مستضعفين في الأرض.، وجيش موريتانيا لم يعد مطية لمؤدلج سياسي ، أو مسرحا لمتكبر، أو زمرة فساد.
لم يكبو جواده، وهو يحطم الحاجز تلو الحاجز ، في سباق الساعتين ونصف، متبسا ضاحكا ، أومتأملا أقدار الجغرافيا ، أو واقفا مخرجا صواع الملك...
أحد هم عندما انتهي الحوار علق قائلا: عزيز هذه المرة هداف لم يخطئ، وحارس مرمي حفظ الشبابيك من كل المتسللين
قلت له كم هدفا أدخل في الشبابيك الليلة ، قال لي: ثلاثة أهداف :صرف فعل الماضي، و صرف فعل الأمر.. وكأن الطير علي رؤوس القوم، والخصوم أقلعت مزنهم ، ونام البارحة قرير العين من نام.
مضي أمر الله، والمضارع آ ت في ظرف الزمان، وفي ظرف المكان.
فتحت مكة ، أنخ زمام القصواء.